أخصائي نفسي لـ “أخبار الآن”: الأخبار السلبية ينقلها المراسلون أحيانًا للجمهور وهم في حالة اكتئاب
ربما بات إمساك الهاتف الذكي فور الاستيقاظ من النوم مباشرة، عادة يصعب تجنبها، فأغلبنا إما اعتاد تفحص الرسائل والإشعارات الشخصية، أو يطلع على (الأخبار السلبية في الأغلب)، والمستجدات في ظل توترات إقليمية ودولية يُفضل التعرف عليها وفي الأغلب يُصاب بالاكتئاب نتيجة تعرضه لضخ كبير من الأخبار السلبية بشكلٍ يومي.
ونتيجة لذلك، أوصت الكثير من الدراسات والعديد من الخبراء، بالكف عن هوس تصفح الأخبار السيئة الذي يُعرف بـ “Doomscrolling“، والذي بات أمرًا إدمانيًا قد يضر بالصحة العقلية ويُدخل الشخص في نوبة من الحزن والتشاؤم وفقًا لموقع “health”.
ولكن ماذا عن العاملين في المجال الإعلامي والصحافي ممن يتعرضون لكافة أنواع الأخبار – السلبية تحديدًا – بشكلٍ يومي؟، فكيف يُسلّحون أنفسهم منعًا لإصابتهم بأي ضرر أو اكتئاب أو دخولهم في نوبات غضب وتوتر؟.
ضغوطات ونوبات بكاء
وإلى ذلك، تواصلت “أخبار الآن” مع استشاري العلاج النفسي والأسري ومستشار جمعية النهضة النسائية في دبي، د. جاسم المرزوقي، الذي قال: “جميعنا كبشر نتعرض للتأثر من الناحية النفسية سلبًا، عندما نسمع أنباء على صعيد العالم ترتبط بحروب أو كوارث طبيعية أو أخبار ذات التأثير، ما ينعكس على كافة جوانب حياتنا سواءً المهنية أو الصحية أو الأسرية”.
وحول هذه النقطة، تسائل د. المرزوقي: “ما بالنا بهؤلاء ممن يعملون في الحقل الإعلامي ويضعون على عاتقهم نقل الأخبار لنا؟”.
وتابع: “نحن على علم أن الصحافيين والمراسلين يتحملون ويتكبدون أحيانًا الكثير من المعاناة على الصعيدِ النفسي ويتحملون ضغوطات كثيرة تؤثر على حالاتهم النفسية، وقد سبق ورأينا الكثير من المراسلين ومقدمي الأخبار يدخلون في نوبة بكاء أو يخونهم التعبير عن بعض الأخبار”.
ظروف عرض الأخبار
وأوضح د. المرزوقي في معرض حديثه: “عندما يأتي خبر عاجل فإن المراسل أو الصحافي أو مقدم نشرة الأخبار، قد لا يكون لديه الوقت الكافي كي يتهيأ من الناحية النفسية، ولذلك نرى عليهم التأثّر الواضح في الكثير من المواقف والأحداث، أثناء عرضهم تلك الأنباء على الشاشات”.
كما أشار: “في بعض الأحيان تكون هذه الأخبار مر عليها فترة من الزمن، يكون خلالها الصحافي أو المراسل أو المقدم قد دخل في مرحلة تقبل الحدث أو الخبر، ومن ثم يكون في وضع أفضل من الناحية النفسية في طرح الأخبار”، مشيرًا: “لا شك أن أي مهنة لابد وأن يتمتع صاحبها بمهارات وقدرات تجعله يواجه الصعاب.. فكل مهنة لديها متطلبات”.
وتابع: “يجب على العاملين في المجال الإعلامي التسلّح والتطوير المستمر لكفائتهم المعرفية والنفسية وتعزيز مهاراتهم في التعامل مع هذه الأحداث”.
اضطراب ما بعد الصدمة
ونوّه استشاري العلاج النفسي والأسري: “المشكلة لا تكمن في عرض الأخبار أثناء تأثر المراسل نفسيًا، وظهور أعراض الاستياء التي تترجمها لغة الجسد، فهذا قد يُكمل طبيعة المهنة بهذا المجال، ولكن الإشكالية تكمن في معاناة البعض وبالأخص المراسليين الميدانيين من ما يُعرف باضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب أو الأرق أو التوتر أو القلق، وغيرها من الأعراض النفسية”.
ونصح د. المرزوقي قائلًا: “هؤلاء بحاجة إلى تقييم نفسي ودعم نفسي ومراجعة المختصين، في حال لم يستطيعون التعامل مع هذه التحديات بشكلٍ صحيح”.