وزارة الدفاع السورية تطلب متطوعين للانضمام إلى الجيش السوري

أعلنت وزارة الدفاع السورية عن عقود تطوع جديدة في صفوف جيش النظام لمدة خمس سنوات وعشر سنوات، تتضمن استحقاقات وميزات ومكافآت مالية.

وذكرت وزارة الدفاع في إعلانها أن العقود قابلة للتجديد مرة واحدة بناء على رغبة المتطوع وموافقة القيادة العامة، على ألا يتجاوز عمره 32 سنة، كما يحق لمن يؤدي حالياً الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية ولم يتجاوز عمره 32 سنة التقدم لعقود التطوع، بالإضافة للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية.

وقال مصدر عسكري سوري معارض لأخبار الآن: إن النظام السوري أفلس بشريا وبات يبحث عن متطوعين، بعد أن خسر الكثير من الجنود سواء في ساحات القتال خلال السنوات الماضية، والانشقاقات الكبيرة التي حدثت في الجيش، فضلا عن تمنع وتهرب الكثير من السوريين من أداء خدمة العلم “التجنيد الإلزامي”

وأضاف المصدر لأخبار الآن: أن الكثير من الشباب ممن هم في سن الخدمة والذين كانوا في مناطق النظام هربوا إلى تركيا ودول أوربية أخرى متحملين مخاطر السفر سواء برا أو عبر قواب الموت لرفضهم لأداء الخدمة.

وأكدت تقارير سابقة تعرض أفواج “القوات الخاصة” ذات الأرقام 15 و35 و41 و44 و47 و53 للتدمير الكامل ما بين عامي 2012 و2013، وهي أفواج تعتمد على قوات المشاة، وتتبع من الناحية التنظيمية تقسيمات مختلفة في جيش النظام.

الجيش السوري يطلب متطوعين.. رواتب مرتفعة وامتيازات وإغراءات ما السبب؟

مناطق قسد

وأوضح المصدر أن عددا كبيرا من شباب مناطق حلب وحمص وحماة وحتى دمشق هربوا إلى مناطق الجزيرة والمناطق الشرقية التي تستولي عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لأنها لا تفرض عليهم تجنيدا إجباريا ولا يتم تسليمهم إلى النظام السوري.

وهم الآن يقيمون ويعلمون في تلك المناطق وإذا أرادوا الانضمام لقوات قسد فإنهم يحصلون على رواتب عالية تفوق تلك التي  أعلنت عنها وزارة الدفاع السورية.

 

ميليشيات إيران

وأضاف المصدر لأخبار الآن أن ميليشيات إيران وحزب الله هي من كانت تقاتل خلال الفترة الماضية، وبالمقابل كانت ترتكب مجازر وانتهاكات كبيرة، بالإضافة إلى استحواذها على الكثير من الأراضي والمباني السكنية وتحويلها إلى مقار لها.

فضلا عن عمليات السلب والنهب والسرقة التي تقوم بها في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق.

وتابع أن النظام السوري ربما بدأ يسشتعر الخطر من هذه الميليشيات خاصة في ظل محاولاته المتعددة للتقرب من دول الخليج وعدة دول عربية أخرى، وربما هذا يدل على وجود خلاف بينه وبين شركائه في الجرائم المتعدةة خاصة إيران، لذلك يريد إنشاء جيش موالي له بشكل خاص.

هل سيلغى التجنيد الإجباري؟

جاوب المصدر عن هذا السؤال بالقول: أن التجنيد الإجباري في سوريا سوف يلغى عاجلا أو آجلا، بالرغم من محاولات النظام السوري وادعائه لتغيير مفهوم التجنيد بأن يقلص المدة إلى عدة أشهر.

مبينا أن هناك ضغط دولي على النظام السوري وعلى بشار الأسد بالتحديد لإلغاء التجنيد الإجباري الذي يمثل تهديدا مباشرا على أمن إسرائيل.

 

رواتب المتطوعين

تضمنت العقود استحقاقات وميزات، راتباً مع تعويضاته يتراوح بين مليون وثمانمئة ألف ومليوني ليرة سورية، وراتب شهري يتقاضاه المتطوع وفق رتبته.

كما يضاف إلى الراتب تعويضات، أبرزها تعويض الميدان بنسبة 100 % من الراتب المقطوع، وبدل سكن بنسبة 100 %، والعبء العسكري بنسبة 100 %، وتعويض المهمة القتالية 100 ألف ليرة سورية، وبدل مواصلات 150 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى منحة قيمة زواج غير مستردة قيمتها مليونا ليرة سورية.

وأضاف إعلان وزارة دفاع النظام السوري أن أي زيادة على الرواتب ستشمل رواتب المتطوعين بميزاتهم وتعويضاتهم، فضلاً عن إعفائهم من الخدمة الإلزامية إذا أتموا خمس سنوات في الخدمة، وإعفائهم من الخدمة الاحتياطية لكل من أتم عقد العشر سنوات.

وسيحصل المتطوعون المقبولون على مكافأة بدء الخدمة، وتتضمن أربعة رواتب شهرية مقطوعة بعد مضي سنة على عقد تطوع الخمس سنوات، وثمانية رواتب شهرية مقطوعة بعد مضي سنة على عقد تطوع العشر سنوات.

كما يحصل المتطوعون على مكافأة سنوية، تتضمن راتبين شهريين مقطوعين يتقاضاهما المتطوع نهاية كل سنة من سنوات عقد تطوع الخمس سنوات، وأربعة رواتب شهرية مقطوعة نهاية كل سنة من سنوات عقد تطوع العشر سنوات.

الجيش السوري يطلب متطوعين.. رواتب مرتفعة وامتيازات وإغراءات ما السبب؟

رواتب المتطوعين بحسب وزارة الدفاع السورية

جيش بمفهوم جديد

في حزيران الماضي، أعلن المدير العام للإدارة العامة بوزارة الدفاع التابعة للنظام السوري، أحمد سليمان، أن مفهوم الخدمة الإلزامية في قوات النظام سيتغير في المرحلة القادمة، مشيراً إلى احتمال تخفيض مدة الخدمة الإلزامية بشكل كامل.

وقال سليمان إن العناصر قد يتدربون لمدة معينة ثم يعودون إلى حياتهم المدنية، لافتاً إلى أن هذا التغيير سيتم تدريجياً وبهدوء.

وزعم المسؤول في جيش النظام السوري أن ما يجري حالياً هو شأن داخلي وليس موجهاً كرسالة لأحد، ولا يهدف للتحضير لحرب بل هو استحقاق لا بد منه. وكشف أن هناك دراسات تتعلق بعدة مسائل وميزات.

ويحاول النظام السوري بشكل مستمر تعزيز مؤسسته العسكرية ورفد قواته على المستويات كلها بالمتطوعين لتعويض الخسائر البشرية التي تكبدها جيشه على مدى السنوات الماضية، حيث يعاني من نقص حاد في العنصر البشري بصفوفه.

ويقدر عدد جنود جيش النظام السوري وقوات الاحتياط قبل عام 2011 بنحو 769 ألف جندي، فيما بدأت الانشقاقات في صفوفه مع اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، وإعلان تشكيل “الجيش الحر”، فضلاً عن مقتل الآلاف من عناصره خلال المعارك مع فصائل المعارضة السورية.