لبنان يدفع الثمن
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتحاول إيران اللعب على أكثر من وتر، فتارة تدعم أذرعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتارة تتقرب من أمريكا والدول الغربية من أجل مصالحها وخاصة ملفها النووي.
وقال الصحفي والمحلل السياسي اللبناني طوني بولس لأخبار الآن إن إيران تريد التنصل من وحدة الساحات وتريد البقاء خارج المعركة لذلك لم تقف مع حزب الله.
وكذلك منعت حزب الله من استخدام الأسلحة المتطورة لأنها أسلحة وصواريخ إيرانية وهذا يضعها أمام مساءلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
وأضاف بولس أن اختراق حزب الله ناتج عن صراع بدأ في إيران وينتهي في لبنان وسوريا، كما أن هناك صراع أجنحة والوضع سيئ وأيضا هناك اغتيالات لقيادات إيران في الداخل والخارج وأيضا اغتيال اسماعيل هنية في قلب إيران هذا كله أظهر ضعف إيران وتمسكها بمصالحها الخاصة.
وأشار طوني بولس إلى أن إيران ليست تكون بالقوة التي تتحدث عنها وإنما هي عبارة عن قوة كرتونية ولا تستطيع سوى تهديد الدول العربية.
لماذا لم يستخدم حزب الله لصواريخه المتطورة ضد إسرائيل؟
قالت صحيفة تلغراف إن حزب الله هو القوة القتالية غير الحكومية الأقوى في العالم، بحيث تتجاوز قدراته العسكرية قدرة جيوش العديد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان نفسه، مشيرة إلى أن ترسانته الضخمة تتضمن صواريخ موجّهة يمكن أن تضرب أي مدينة إسرائيلية، لككنها لفتت أن رده، مع ذلك على الاستفزاز الإسرائيلي كان فاترًا إلى حد ما حتى الآن.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لأدريان بلومفيلد في بيروت إلى أن زعيم حزب الله حسن نصر الله، حذر إسرائيل مرارا وتكرارا من أن أي غارات جوية على معاقله في جنوب بيروت ستقابل بوابل من الضربات الصاروخية على تل أبيب، ولكن القيادة مع ذلك مترددة في تصعيد الصراع، ربما لأن إيران تكبح جماحها خوفا من أن يجر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى المعركة.
وذكّر المراسل بأن إسرائيل قصفت العاصمة اللبنانية في الشهرين الماضيين مرتين، مما أسفر عن مقتل بعض أكثر قادة نصر الله خبرة في ساحة المعركة، وفي الأسبوع الماضي، أصيب الآلاف من أفراد حزب الله بالعجز في هجمات متزامنة على أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة للحزب، وبالفعل أطلق الحزب أعنف وابل من الصواريخ عبر الحدود، وأعقب ذلك القصف إعلانه أنه أصبح الآن في “معركة حساب مفتوحة” مع إسرائيل.
ولكن الحزب لم يستهدف عمدًا المراكز السكانية الإسرائيلية كما لم ينشر أسلحته الأكثر تطورا، ويتساءل الكاتب لماذا هذا الخجل؟
ليرد بأن إيران تعمل على كبح جماح الحزب، لأنها تنظر إليه باعتباره بوليصة تأمين لها إذا هاجمت إسرائيل برنامجها النووي وأنه كلما زاد عدد الصواريخ التي يطلقها حزب الله، حسب المراسل، تآكلت قوة الردع الإيرانية.
وأرجع الكاتب كذلك تلكؤ قيادة الحزب في استخدام ترسانتها المتقدمة وترددها في تصعيد الصراع أيضا لأسباب خاصة بها، كالرأي العام المحلي والوقوع في فخ إسرائيلي.
ورغم أن حزب الله أصبحت لديه ترسانة أكثر وأقوى بكثير من ترسانته عام 2006 عندما حارب إسرائيل، فإن المعلق اللبناني قاسم قصير الذي تربطه علاقات وثيقة بحزب الله يرى أن إضعاف إسرائيل من خلال مواجهة استنزافية طويلة الأمد هي الإستراتيجية التي يفضلها حزب الله.
إيران لا تريد الانخراط في الحرب
أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي غربي أن “حزب الله” اللبناني دعا إيران في الأيام الأخيرة إلى شن هجوم ضد إسرائيل، لكن طهران امتنعت حتى الآن عن ذلك.
وقال المسؤولان الإسرائيليان إن “مسؤولين إيرانيين أبلغوا نظرائهم في حزب الله أن التوقيت ليس مناسبا لشن هجوم على إسرائيل لأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موجود حاليا في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
ولفت “أكسيوس” إلى أن أي هجوم إيراني مباشر على إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير، ومن المرجح أن يجر الولايات المتحدة إلى المزيد من القتال النشط.
وقال بيزشكيان في إفادة صحفية له في نيويورك، إن إسرائيل هي الطرف الذي يسعى إلى حرب أوسع في المنطقة، مؤكدا أن إيران لا تريد الوقوع في هذا “الفخ”.
الجدير ذكره، ان إيران تعهدت بالرد على اغتيال إسماعيل هنية الذي تم في القصر الرئاسي بطهران، وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل في ذلك الوقت إنهما قلقتان من أن تنفذ إيران هجوما آخر بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل، على غرار الهجوم الذي وقع في أبريل الماضي، ولكن بعد شهرين من موت هنية، لا تزال إيران لم ترد.
وقال المسؤولون إن الإيرانيين أبدوا خلال محادثاتهم مع “حزب الله” في الأيام الأخيرة تحفظهم بشأن الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل الآن ولم يقدموا ردا إيجابيا.
ترسانة حزب الله العسكرية
وفقا لتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه يمتلك حزب الله ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، ويقول الحزب إن لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع المناطق الإسرائيلية.
والكثير من تلك الصواريخ غير موجهة، لكن الحزب لديه أيضا طائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات والسفن، وقذائف دقيقة.
وتعد إيران مورد الأسلحة الرئيسي لحزب الله، والكثير من أسلحة الحزب هي طرز إيرانية أو روسية أو صينية.
صواريخ وقذائف أرضية
شكلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في حربه مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلق نحو 4 آلاف صاروخ، معظمها كاتيوشا يصل مداها إلى 30 كيلومترا.
وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة الحزب منذ 2006 هو التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها، مؤكدا أن الحزب لديه القدرة على تزويد الصواريخ بأنظمة توجيه داخل لبنان.
ويمتلك حزب الله أنواعا إيرانية، مثل صواريخ “رعد” و”فجر” و”زلزال”، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ كاتيوشا.
وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، صواريخ كاتيوشا و”بركان” بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.
واستخدم الحزب أول مرة في يونيو/حزيران الماضي صواريخ “فلق 2” إيرانية الصنع التي يمكنها حمل رأس حربي أكبر من صواريخ “فلق 1” المستخدمة في الماضي.
صواريخ مضادة للدبابات
استخدم الحزب الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب 2006 وعاد لاستخدامها مجددا ومن بينها صواريخ “كورنيت” روسية الصنع.
ووردت أنباء بأن الحزب استخدم أيضا صاروخا موجها إيراني الصنع يعرف باسم “ألماس”، وقال مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث إن هذا الصاروخ يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية متبعا مسارا مقوسا، مما يمكنه من الضرب من أعلى.
وأضاف المركز الإسرائيلي أن هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنعتها إيران من خلال الهندسة العكسية اعتمادا على عائلة صواريخ “سبايك” الإسرائيلية.
صواريخ مضادة للطائرات
أسقط حزب الله طائرات مسيّرة إسرائيلية عدة مرات خلال هذه المواجهة باستخدام صواريخ سطح-جو، منها طائرات مسيّرة من طرازي “هيرميس 450″ و”هيرميس 900”.
وساد اعتقاد منذ فترة طويلة بأن الحزب لديه صواريخ مضادة للطائرات، لكن كانت هذه أول مرة يستخدم فيها الحزب هذه الصواريخ.
وفي حادثة أخرى، قال حزب الله إنه أطلق النيران على طائرات حربية إسرائيلية، وهذا أجبرها على مغادرة المجال الجوي اللبناني بدون أن يذكر نوع السلاح الذي استخدمه. ولم تصب النيران أي طائرة.
طائرات مسيّرة
شن حزب الله عدة هجمات بطائرات مسيّرة مفخخة، كما أعلن أنه يستخدم طائرات مسيّرة تُسقط قنابل وتعود إلى لبنان.
واستخدم الحزب الطائرات المسيّرة في بعض هجماته بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية منشغلة بينما كانت طائرات مسيرة أخرى تحلق صوب أهدافها.
وتتضمن ترسانة حزب الله طائرات مسيّرة مجمعة محليا من طرازي “أيوب” و”مرصاد”، ويقول محللون إن من الممكن إنتاج هذه الطائرات بتكلفة زهيدة وبكميات كبيرة.
صواريخ مضادة للسفن
أثبت حزب الله أول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترا قبالة الساحل، وهذا أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.
وتقول مصادر مطلعة على ترسانة الحزب إنه حصل منذ حرب 2006 على صاروخ “ياخونت” روسي الصنع المضاد للسفن والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر. ولم يؤكد حزب الله قط امتلاكه هذا السلاح.