النظام الإيراني ووضعية المزهرية.. محور المقاومة تمزق
منذ بدء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية وبعض مناطق البقاع، تساءل لبنانيون أين سوريا وإيران؟
واليوم تشير تقارير إلى أن النظام السوري أغلق قبل أيام مكتب تجنيد كان قد افتتحه “حزب الله” بالقرب من مقام السيدة زينب بريف دمشق بهدف استقطاب متطوعين للقتال ضمن صفوفه في مواجهة إسرائيل على الجبهة الجنوبية في لبنان.
ورفض النظام السوري بشكل قاطع السماح لحزب الله بتجنيد أي سوري للقتال في صفوفه ضد إسرائيل، رغم الشراكة الاستراتيجية بين نظام بشار الأسد وحزب الله.
موقف الأسد
بعد أيام من القصف الإسرائيلي على لبنان علق الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال ترؤسه اجتماعًا توجيهيًا للحكومة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية.
وقال الأسد، موجهًا حديثه للوزراء “شاءت الأقدار والظروف أن تبدؤوا عملكم اليوم في ظل الهجمة الشرسة على أشقائنا في لبنان، ولكن مع الساعات الأولى لعملكم يجب أن يكون العنوان الأساسي قبل كل العناوين الأخرى كيف يمكن أن نقف مع أشقائنا في لبنان بكل المجالات وبكل القطاعات من دون استثناء ومن دون تردد”.
ويتضامن النظام عبر مؤسساته الحكومية، ووزاراته، ووسائل إعلامه، مع الأحداث الدائرة حوله، إذ تضامن مع إيران عندما قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران على يد إسرائيل، كما أبدى تعاطفه مع لبنان عندما انفجرت أجهزة اتصال بعناصر من حزب الله، وبدأ منذ ذلك الوقت التصعيد الإسرائيلي على لبنان، لكن جبهته الجنوبية مع إسرائيل بدت هادئة، باستثناء بعض الخروقات المضبوطة التي تحصل هنا وهناك.
حديث الأسد جاء مخيبا لآمال اللبنانيين خاصة التابعين لحزب الله، والذين شاركوا سابقا في قمع الثورة السورية، وارتكبوا جرائم في حلب وحمص وريف دمشق.
هؤلاء كانوا ينتظرون أن ينخرط الرئيس السوري في القتال من خلال فتح جبهة الجولان، لكن صمت الأسد وحديثه فقط عن تقديم الخدمات للاجئين كان محبطا للغاية.
الرئيس بشار الأسد يوجه الحكومة الجديدة بإعطاء الأولوية لدعم الشعب اللبناني بعد العدوان الصهيوني على لبنان بجميع القطاعات و بدون إستثناءات
سوريا الروح و لبنان القلب 🇱🇧❤️🇸🇾 pic.twitter.com/hTDoJmdf39— Dr. Amal A. Nasser دكتورة أمل آصف ناصر (@AmalNa2345) September 24, 2024
قصف طرطوس
وفي ظل صمت الأسد قصفت إسرائيل مناطق في مدينة طرطوس الساحلية، وبحسب ما نقلت رويترز نقلت رويترز عن مصادر بالجيش السوري قولها إن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ يشتبه أنها إسرائيلية كانت تستهدف مدينة طرطوس الساحلية على البحر المتوسط، وذلك بعد أن قال شهود عيان إنهم سمعوا دوي عدة انفجارات.
وتنتشر في محافظة طرطوس وريفها مجموعات مسلحة مدعومة من قبل إيران إلى جانب عناصر من حزب الله اللبناني.
ومنذ عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت أهدافا لقوات النظام السوري وأخرى لحزب الله أو مجموعات تقول تل أبيب إنها موالية لإيران، وطال القصف مرارا مطاري دمشق وحلب، مما ألحق أضرارا بهما وأخرجهما أحيانا عن الخدمة. ولا تعلق إسرائيل عادة على تلك الغارات.
مصلحة إيران قبل أي شيء
إيران هي الأخرى نأت بنفسها عن الأزمة، فبينما كانت الصواريخ تنهال على اللبنانيين في الجنوب، كان الرئيس الإيراني مسعود باشكيان يتحدث عن رؤية دولته في السلام، وأيضا يبحث مشروع الملف النووي.
إيران لم تكتف بذلك بل أشارت تقارير أخرى إلى أنها منعت حزب الله من استخدام الأسلحة الإيرانية المتطورة ضد إسرائيل، كي لا تضعها في معرض المسؤولية.
وطهران اليوم ربما قد تخلت عن حزب الله مقابل تقدم في المفاوضات فيما يخض مشروعها النووي وهذا ما أكده المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايال غروسي الذي قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن إيران تبدي “استعدادا” للانخراط مجددا في الملف النووي مع الأمم المتحدة والقوى الغربية.
وأوضح غروسي قبيل زيارة سيجريها لإيران في تشرين الأول/أكتوبر أن الإيرانيين “يبدون مؤشرات استعداد للانخراط مجددا ليس فقط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن أيضا مع شركائنا الآخرين في الاتفاق النووي المبرم في 2015″، لافتا في الوقت نفسه إلى أن طهران ترفض العودة عن قرار منع مفتشي الوكالة من دخول مواقعها النووية، معتبرا أن ذلك يشكل “ضربة ولا نرى أنه بنّاء”.
فتح اسرائيل جبهة الشمال مع حزب الله على مصراعيها بقدر ما فيه استعراض لقوتها التقنية والعسكرية،لكنه يعكس في المقابل خللاً استراتيجياً وضياعاً في الرؤية والهدف.
ومن زاوية أخرى،لم يكن لاسرائيل ان تفتح هذه الجبهة، لو كانت تشعر أن ايران ما تزال لديها أي نيّة لأي رد انتقاماً لكرامتها.— ICARUS (@IcarusMahmoud) September 23, 2024
واعتبر آخرون أن إيران تتنازل عن الرد مقابل مكاسب تتعلق بالمشروع النووي أو مشروع التوسع في الشرق الأوسط، وطرحوا سؤالا: “ماذا لو أخذ الغرب من إيران ما يريد ثم انقض عليها ودمر منشآتها النووية بعد ذلك؟”.
أين أصحاب نظريه ( وحدة الساحات)
أين #إيران ؟ لماذا لا تتدخل بصواريخها
أين فيلق القدس ولماذا لا يحرك هذا الفيلق جنوده تجاه #لبنان
أين الفصائل العراقيه؟ لماذا لا يتدفقون إلى #جنوب_لبنان
أين الحوثي وضراطه ؟
أين #سوريا ونظام بشار ؟
الجميع هرب وكل عملياتهم التافهه لرفع العتب pic.twitter.com/a6FsfcAI0C— 🇵🇸🇨🇦🇴🇲Abu_Ahmed (@abumoha61680622) September 23, 2024
استهداف مواقع حزب الله
قال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو قصف نحو 220 هدفا لحزب الله في لبنان خلال يوم الخميس 26-9-2024.
وأضاف أن الأهداف شملت مواقع للبنية التحتية ومنصات تم إطلاق قذائف منها باتجاه إسرائيل وعناصر من جماعة حزب الله ومنشآت لتخزين الأسلحة في لبنان.
وتابع “يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي العمل على تقليص وتفكيك القدرات الإرهابية والبنية التحتية لحزب الله”.
ورفضت إسرائيل يوم الخميس دعوات دولية لوقف إطلاق النار مع حزب الله، وواصلت غاراتها.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت مشارف العاصمة بيروت مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 بينهم امرأة في حالة حرجة.
أبرز قادة حزب الله الذين قتلوا
منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام، تكبد حزب الله خسائر كبرى في صفوف قياداته العسكرية مع شن إسرائيل ضربات استهدفت قادة بارزين من الصف الأول والثاني.
فؤاد شكر
قتل فؤاد شكر الذي يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز عقوله العسكرية، في ضربة نسبت لإسرائيل استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، في 30 تموز/يوليو.
وتولى شكر، وهو على غرار بقية قادة حزب الله غير معروف إعلاميا، مهام “قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان” ضد إسرائيل، منذ بدء التصعيد بين الطرفين بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ابراهيم عقيل
أعلنت اسرائيل في 20 أيلول/سبتمبر مقتل ابراهيم عقيل بغارة شنّتها على ضاحية بيروت الجنوبية.
وعقيل غير المعروف اعلاميا، كان يعد وفق مصدر مقرب من الحزب، الرجل الثاني عسكريا بعد شكر، وتولى قيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله، التي تعد رأس حربة حزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية، وتشارك وحداتها الصاروخية في قصف مواقع عسكرية اسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل نحو عام.
واستهدف عقيل بينما كان يقود اجتماعا لقادة قوة الرضوان، ما أسفر عن مقتل 16 منهم على الأقل بحسب حزب الله.
علي كركي
في 23 أيلول/سبتمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه “ضربة محددة الهدف” على ضاحية بيروت الجنوبية.
وتبين وفق ما قال مصدر من الحزب لفرانس برس إن الغارة كانت تستهدف القيادي العسكري علي كركي، الذي يعدّ الرجل الثالث عسكريا في حزب الله بعد شكر وعقيل، ويشغل حاليا مهام قائد جبهة الجنوب في الحزب.
ومساء اليوم ذاته، أعلن حزب الله في بيان أن “القائد الحاج علي كركي بخير”، وفي “كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن”. نافيا مقتله في الغارة.
ابراهيم قبيسي
أعلن الحزب في 25 أيلول/سبتمبر أنّ أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت معقله قرب بيروت.
وانضمّ قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة بدر، المسؤولة عن منطقة شمالي نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات الحزب الثلاث في جنوب لبنان.
في نبذة عن حياته، قال الحزب إن قبيسي تدرّج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجّهة الدقيقة. وتم استهدافه بينما كان مع قادة آخرين من الوحدة الصاروخية للحزب.