الجاسوس الخائن.. من باع سر حسن نصر الله لإسرائيل؟
منذ الإعلان عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية دقيقة على ضاحية بيروت الجنوبية، وتتكشف ساعة بعد أخرى العديد من الأسرار والتفاصيل التي تحيط بالعملية الكبرى ومثلت زلزلا بالنسبة للجماعة اللبنانية.
آخر هذه الأسرار وأخطرها ربما، ما نقلته صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية عن مصدر أمني لبناني، قال إن جاسوسا إيرانيا زوّد إسرائيل بمعلومات عن موقع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قادت إلى اغتياله.
“لقد بذل الإسرائيليون كل ما في وسعهم، ولم يريدوا أن يخطئوا هدفهم”، هكذا علق المصدر اللبناني، الذي كشف أنه تم إبلاغ الإسرائيليين بعد الظهر من قبل الجاسوس الإيراني الذي لم تكشف عن هويته، بوصول نصر الله الوشيك إلى مقر حزب الله في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.
تقول الصحيفة الفرنسية إن طائرات F-35 التابعة للدولة العبرية، المجهزة بقنابل خارقة للتحصينات، نصبت كمينًا في السماء اللبنانية وكانت تنتظر فقط وصول الهدف إلى مركز القيادة.
في الوقت نفسه، وعلى مسافة غير بعيدة من هناك، في منطقة حارة حريك، أقيمت جنازة محمد حسين سرور، قائد وحدة الطائرات بدون طيار في حزب الله على الجبهة الجنوبية، والذي قُتل في اليوم السابق في غارة جوية.
وبحسب “لو باريزيان”، فقد وصل نصر الله بعد الجنازة مباشرة، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت في السيارة ذاتها التي كان يستقلها نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان، الذي قتل في الهجوم ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بناء على المعلومات التي زود بها هذا الجاسوس الإسرائيليون، كانت طائراتهم تقوم بالمراقبة الجوية على مدار 24 ساعة، لتأكيد تحركاتهم.
ووفقا للمعلومات الواردة في التقرير، كان يشارك في هذا الاجتماع الطارئ 12 قائداً آخر من حزب الله بحضور حسن نصر الله. وانتظرت الأجهزة الإسرائيلية حتى أصبح الجميع في الغرفة التي خططت فيها الميليشيا الشيعية لعملياتها العسكرية، في الأقبية شديدة الحراسة في مقرها، لإصدار الأمر بالقصف.
وتأكيدا لهذه المعلومات، قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن إسرائيل نفذت ضربتها القاتلة ضد زعيم حزب الله حسن نصر الله بعد أن علمت أنه سيجتمع مع كبار القادة في المقر الرئيسي للحركة تحت الأرض في جنوب بيروت.
وجاءت الضربة بعد وقت قصير من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن إسرائيل لن تقبل بوجود قوات حزب الله على حدودها، في أعقاب اغتيال بعض من كبار قادة الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم نداف شوشاني إن العملية التي أطلق عليها الجيش اسم “النظام الجديد” وقعت يوم الجمعة بينما كان نصر الله وسلسلة القيادة العليا في حزب الله يجتمعون للتخطيط لمزيد من الهجمات ضد إسرائيل.
وقال للصحفيين “كانت لدينا معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي، وفرصة عملياتية سمحت لنا بتنفيذ هذا الهجوم”.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قائد سرب سلاح الجو الذي نفذ الهجوم قوله إن الطيارين لم يتلقوا تفاصيل الهدف إلا قبل وقت قصير من الإقلاع.
ونقلت الصحيفة عن الضابط الذي تم التعريف به فقط باسم المقدم م. قوله “إن الطيارين لم يعرفوا ما هو الهدف في الأيام التي تم فيها التخطيط للضربة”.
“لقد كشفنا للفرق عن الهدف قبل ساعات قليلة فقط من تنفيذه، وكانوا على دراية بما كانوا يهدفون إليه”.
ورفض شوشاني التعليق على التكهنات بأن الضربة ربما استخدمت فيها قنابل ثقيلة من طراز مارك 84 أميركية الصنع، لكن العميد عميخاي ليفين، قائد قاعدة هاتزريم الجوية، قال للصحفيين إن العشرات من الذخائر أصابت الهدف في غضون ثوان.
وقال شوشاني إن علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، الذي حاولت إسرائيل اغتياله في وقت سابق من الأسبوع، قتل أيضا في الغارة.
وأكد حزب الله، الذي أطلق أولى هجماته بعد يوم من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مقتل نصر الله وقال إنه سيواصل معركته ضد إسرائيل “دعما لغزة وفلسطين والدفاع عن لبنان”.
ومنذ ذلك الحين، يتبادل الجانبان إطلاق الصواريخ والقذائف بشكل يومي، مما أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود على الإخلاء وترك مناطق واسعة مهجورة فعليا.
وتصاعدت التوترات بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة مع بدء إسرائيل في اغتيال بعض كبار القادة العسكريين لحزب الله بشكل منهجي في استراتيجية متعمدة لإضعاف قدرته على العمل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لقد كنا نجمع معلومات استخباراتية عن نصر الله منذ سنوات. وعلى مدى عقود كنا نجمع معلومات استخباراتية، ونفهم أنه سيحاول في بعض الأحيان البدء في حرب”. وأضاف: “كانت لدينا معلومات فورية ونفذنا الضربة”.