حزب الله خسر أهم قادته في سلسلة اغتيالات إسرائيلية طالت زعيمه حسن نصر الله
وجهت إسرائيل ضربة قاسية لحزب الله عندما قضت على أمينه العام حسن نصر الله في 27 أيلول/سبتمبر بين قادة آخرين قتلوا في سلسلة اغتيالات أضعفت بشكل كبير الحركة اللبنانية الموالية لإيران.
فيما يلي الشخصيات الرئيسية في حزب الله التي استهدفتها إسرائيل منذ استئناف الاشتباكات عبر الحدود قبل عام تقريبا عندما فتح حزب الله “جبهة اسناد” حركة حماس في قطاع غزة.
حسن نصر الله: الأمين العام لحزب الله
أدت غارة جوية إسرائيلية الجمعة على معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله منذ 32 عاما.
وأكد حزب الله في بيان السبت مقتل أمينه العام. ورغم أنّ نصر الله البالغ من العمر 64 عاما عاش حياته مختبئا لتجنّب الاغتيال، إلا أنه كان يتمتع بنفوذ كبير في لبنان.
كما كان يتمتع بمكانة مرموقة بين أنصاره من المسلمين الشيعة، على الرغم من أنّه نادرا ما كان يظهر في الأماكن العامة لأسباب أمنية.
وفي مقابلة مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية القريبة من حزبه، قال في آب/أغسطس 2014 “يروّج الإسرائيلي لفكرة … مفادها بأنني مقيم في ملجأ بعيدا عن الناس، فلا أراهم ولا أتواصل معهم، ومنقطع حتى عن إخواني”.
انتُخب نصرالله أمينا عاما لحزب الله في العام 1992 عندما كان في الـ32 من عمره، بعدما اغتالت مروحية إسرائيلية سلفه عباس الموسوي.
وقالت إسرائيل السبت إنّ نصرالله كان “أحد أكبر أعدائها”، مؤكدة أنّ مقتلة جعل العالم “أكثر أمنا”.
علي كركي
قُتل علي كركي الذي يعدّ الرجل العسكري الثالث في حزب الله، في الغارة التي أودت بحياة حسن نصر الله.
ونجا علي كركي الذي كان يشغل مهام قائد جبهة الجنوب في الحزب من غارة استهدفته في 23 أيلول/سبتمبر.
وقال حزب الله في بيان نعيه لكركي إنه “كان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها” منذ أن فتح حزب الله الجبهة مع إسرائيل قبل نحو عام.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أن نصر الله قتل مع “أكثر من عشرين إرهابيا” من حزب الله في الغارة التي دمرت مقر الحزب نهاية أيلول/سبتمبر.
لكن الرجل الثاني في الحزب نعيم قاسم قال الاثنين إن نصر الله قُتل مع أربعة أشخاص آخرين بينهم كركي وسمير حرب الذي كان “يتابع معه” و “قائد حرسه” إبراهيم حسين جزيني.
فؤاد شكر
قتل فؤاد شكر الذي يُعد من الجيل المؤسس لحزب الله وأحد أبرز قادته العسكريين، في ضربة نسبت لإسرائيل استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، في 30 تموز/يوليو.
وتولى شكر، وهو على غرار بقية قادة حزب الله غير معروف إعلاميا، مهام “قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان” ضد إسرائيل، منذ بدء التصعيد بعد يوم على اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
في بيان نعيه، وصف حزب الله شكر بأنه “رمز من رموز (المقاومة) الكبار، ومن صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها”.
وقال حسن نصرالله أنهما كانا على تواصل يومي منذ أن بدأ الحزب عملياته ضد إسرائيل من جنوب لبنان.
وشكر من بين قادة الحزب الذين كانوا مدرجين على قوائم الإرهاب الأمريكية. وعرضت الخزانة الأمريكيّة عام 2017 خمسة ملايين دولار “في مقابل الإدلاء بأيّ معلومات” بشأنه.
وكانت واشنطن تعتبره “أحد العقول المُدبّرة لتفجير” طال مقر قوات مشاة البحريّة الأمريكيّة في بيروت في العام 1983، وأسفر عن مقتل 241 عسكرياً أمريكياً.
وحمّل الجيش الإسرائيلي شكر مسؤولية مقتل 12 فتى وفتاة بصاروخ سقط في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل من اسرائيل، رغم نفي حزب الله أي علاقة له بذلك.
إبراهيم عقيل
في 20 أيلول/سبتمبر، أعلنت اسرائيل مقتل ابراهيم عقيل بغارة شنّتها على ضاحية بيروت الجنوبية.
وعقيل غير المعروف إعلاميا، كان يعد وفق مصدر مقرب من الحزب الرجل الثاني عسكريا بعد شكر.
تولى قيادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في حزب الله، التي تعد رأس حربة حزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية، وتشارك وحداتها الصاروخية في قصف مواقع عسكرية اسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل نحو عام.
واستهدف عقيل بينما كان يقود اجتماعا لقادة قوة الرضوان، ما أسفر عن مقتل 16 منهم على الأقل بحسب حزب الله.
وعلى غرار شكر، رصدت واشنطن منذ سنوات سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه لدوره في تفجيرات استهدفت سفارتها ومقر مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983. وفي عام 2019، صنّفته وزارة الخارجية على أنه “إرهابي عالمي”.
إبراهيم قبيسي
أعلن حزب الله في 25 أيلول/سبتمبر أنّ أحد قادته العسكريين، إبراهيم قبيسي، قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت معقله قرب بيروت.
انضمّ قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة بدر المسؤولة عن منطقة شمال نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان.
في نبذة عن حياته، قال حزب الله إن قبيسي تدرّج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجّهة الدقيقة. وتم استهدافه بينما كان مع قادة آخرين من الوحدة الصاروخية للحزب.
سرور: قائد القوة الجوية
اغتيل محمد سرور، قائد القوة الجوية في حزب الله منذ العام 2020، في غارة جوية في 26 أيلول/سبتمبر .
وقال مصدر مقرّب من حزب الله إنّ سرور درس الرياضيات، وكان من بين عدد من كبار المستشارين الذين أرسلهم حزب الله إلى اليمن لتدريب المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران أيضا.
كذلك لعب سرور دورا رئيسيا في تدخل حزب الله منذ العام 2013 في الحرب السورية دعما لحكومة الرئيس بشار الأسد.
نبيل قاووق
قتل نبيل قاووق العضو في المجلس المركزي لحزب الله والمسؤول عن الأمن في الحزب، في 28 أيلول/سبتمبر في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
قال حزب الله عن قاووق، وهو أيضا رجل دين، في نعيه له إنه “تولى العديد من المسؤوليات التنظيمية في وحدات حزب الله المختلفة” وكان “جديرا بالأمانة التي حملها”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه كان “مقربا من كبار قادة” الحزب الذي انضم إليه في الثمانينات وشغل عدة مناصب عليا فيه.
وسام الطويل
فقدت قوة الرضوان عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل الذي قتل في كانون الثاني/يناير باستهداف سيارته في جنوب لبنان.
فقد حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، وهما محمّد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 تموز/يوليو، وطالب عبدالله الذي قتل في ضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 حزيران/يونيو.