الحرس الثوري قال إن الهجوم الإيراني على إسرائيل جاء ردا على مقتل نصر الله وهنية
أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل يوم الثلاثاء رداً على الحملة التي تشنها إسرائيل ضد حلفاء طهران في حزب الله في لبنان.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل وسُمع دوي انفجارات في القدس ووادي نهر الأردن بعد أن احتشد الإسرائيليون في الملاجئ.
عقب ذلك، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي إن الهجوم الصاروخي الإيراني كان خطيرا وسيكون له عواقب، لكنه رفض تحديد كيف ومتى سترد إسرائيل.
وقال الأميرال البحري دانيال هاغاري إنه لا يعلم بوقوع أي ضحايا نتيجة القصف الصاروخي. وأضاف أن عددا قليلا من الصواريخ سقطت في وسط البلاد وفي الجنوب.
وقال هاجاري في بث تلفزيوني “نحن في حالة تأهب قصوى دفاعيا وهجوميا. سندافع عن مواطني دولة إسرائيل. هذا الهجوم سيكون له عواقب. لدينا خطط وسنعمل في المكان والوقت الذي نحدده”.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن أنظمته رصدت حوالى 180 صاروخا أطلقت باتجاه الأراضي الإسرائيلية من إيران.
مقتل فلسطيني
في غضون ذلك، أدت شظايا أحد الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها إيران على إسرائيل إلى مقتل فلسطيني في مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة وفق ما أفاد مسؤول محلي لوكالة فرانس برس.
وقال محافظ أريحا حسين حمايل، “قُتل عامل فلسطيني في أريحا عندما سقطت شظايا صاروخ من السماء وأصابته”.
ردا على مقتل هنية ونصر الله
من جانبه، كشف الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل يأتي ردا على اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في تموز/يوليو، مهددا بشن “هجمات ساحقة” في حال ردت اسرائيل.
وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء “ردا على استشهاد اسماعيل هنية وحسن نصرالله وعباس نيلفورشان استهدفنا قلب الأراضي المحتلة (إسرائيل)”.
وهذا الهجوم هو الثاني الذي تشنه إيران ضد إسرائيل بعد هجوم نيسان/أبريل عندما أكدت طهران أنها تصرفت “دفاعا عن النفس” بعد الهجوم الذي دمر قنصليتها في دمشق وأدى إلى مقتل سبعة عسكريين.
وقال البيان “بإطلاق عشرات الصواريخ البالستية استهدفت القوة الجوية للحرس الثوري أهدافا أمنية وعسكرية مهمة في قلب الأراضي المحتلة”.
ويأتي هذا الهجوم مباشرة بعد أن حذرت الولايات المتحدة من هجوم صاروخي بالستي “وشيك” على اسرائيل.
وهددت إيران إسرائيل بالثأر لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية نهاية تموز/يوليو في طهران وحملت إسرائيل مسؤوليته.
وأكد الحرس الثوري الثلاثاء أنه تصرف “وفقا لميثاق الأمم المتحدة” و”بعد فترة من ضبط النفس” منذ “انتهاك سيادة جمهورية إيران الإسلامية” عقب اغتيال هنية في طهران.
وتدعم التصريحات تلك التي أدلى بها مؤخرا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي أكد أن إيران “حاولت عدم الرد” على اغتيال هنية خوفا من أن يؤدي ذلك إلى نسف الجهود الأمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقُتل الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحركة الشيعية التي تسلحها وتمولها إيران .
كما أدت الغارة الإسرائيلية إلى مقتل الجنرال عباس نيلفوروشان وهو قائد كبير في فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية الإيرانية.
وبمجرد أن أعلن الحرس الثوري عن الضربة ضد إسرائيل، هنأ مذيع التلفزيون الحكومي “الشعب الإيراني” على هذه العملية. وبث التلفزيون صور الصواريخ التي اطلقت على وقع أناشيد مبهجة.
فصائل عراقية تهدد القواعد والمصالح الأمريكية
بالتزامن مع ذلك، أكّدت فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران أن “جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة ستكون هدفا” لها في حال الهجوم على إيران، وذلك بعد أن نفذت طهران هجوما صاروخيا على إسرائيل.
وقالت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ فصائل موالية لإيران “إذا ما تدخل الأمريكان في أي عمل عدائي ضد الجمهورية الإسلامية أو في حال استخدم العدو الصهيوني للأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفا لنا”.
وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش. ويضمّ التحالف كذلك قوات من دول أخرى لا سيّما فرنسا والمملكة المتحدة.
وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، استهدفت بعض الفصائل قواعد في العراق وسوريا تضم قوات أميركية في إطار التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية، على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب.
وردّت واشنطن مرارا بشنّ ضربات جوية طاولت مقار للفصائل في البلدَين.
وتشكّل فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وحركة النجباء، ما يُعرف بتشكيل “المقاومة الإسلامية في العراق” الذي أعلن في الأشهر الأخيرة شنّ هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل على خلفية الحرب في غزة.
ومنذ نيسان/أبريل، أكّدت إسرائيل وقوع عدد من الهجمات الجوية من جهة الشرق، من دون أن توجّه أصابع الاتهام إلى جهة محددة، وأعلنت مرات عدة أنها اعترضت مسيّرات خارج مجالها الجوي.
سلاح الجو الاردني يعترض صواريخ
من جانبها قالت مديرية الأمن العام الأردنية في بيان إن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.
ودعت المديرية المواطنين الى “الاستجابة للتحذيرات من قبل الجيش جراء تعامل طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي مع العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني”.
وتناقل اردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو قصيرة للصواريخ في سماء المملكة، وأخرى لشظايا سقطت في مناطق متفرقة.
واشار بيان صادر عن وزارة الداخلية الأردنية إلى “سقوط عدة شظايا لأجسام في محافظات مختلفة”، موضحة أنه “نتج عنها اصابتان طفيفتان”.
وحضت مديرية الأمن العام الأردني المواطنين على “اتباع التعليمات والبقاء في منازلهم كونها الأكثر أماناُ في ظل هذه الظروف الطارئة وذلك حفاظاً على سلامتهم”.
كما دعتهم إلى “عدم الاقتراب من باقي أي أجسام ساقطة أو التعامل معها أو التجمهر بالقرب منها لحين وصول الفرق المختصة”، مؤكدة “ضرورة الإبلاغ عنها وعن أماكن سقوطها لضمان سلامتهم وتجنب الخسائر البشرية والمادية”.
من جانبها، أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني في الاردن في بيان تعليق حركة الطيران في اجواء المملكة بشكل مؤقت بالتزامن مع إطلاق إيران صواريخ باتجاه إسرائيل.
وووفقا للبيان أعلنت الهيئة “إغلاق أجواء الأردن بشكل مؤقت أمام حركة جميع الطائرات الآتية والمغادرة والعابرة للمملكة”، على أن تتم مراجعة القرار وفقا للتطورات.