معلم لغة فرنسية لـ”أخبار الآن”: إلغاء درجات اللغات الثانية من المجموع يؤثر علي.. ويزيد البطالة
أثار قرار مفاجئ لوزير التربية والتعليم في مصر، محمد عبد اللطيف، بإلغاء مواد دراسية من مناهج الثانوية العامة الجدل بشكل واسع وعلى كافة المستويات.
ويؤثر قرار حذف إضافة اللغة الأجنبية الثانية للمجموع الكلي للدرجات اللازم للقبول بالجامعات وإلغاء مواد الجيولوجيا وعلم النفس والفلسفة على مئات آلاف الطلاب الذين يكافح كثير منهم لتعديل خططهم لاستكمال تعليمهم وإيجاد فرصة عمل.
“أنتم اتلغيتهم”
ولمعرفة تداعيات هذا القرار وتأثيره، تواصلت “أخبار الآن” مع أحمد حنفي، وهو معلم لغة فرنسية بإحدى مدارس القاهرة، والذي قال إن: “القرار أثّر بالسلب علي كمعلم.. لأنه همش المادة وجعلها خارج المجموع، ومن ثم لم يعد الطالب يولي اهتمامًا لها مثلما كانت تُحسب درجاتها داخل المجموع”.
وأضاف: “أنا كمعلم تأثّرت وبالأخص من تنمر البعض، علي وعلى زملائي ممن يُدّرسون اللغة الثانية، وهناك من قال لنا (أنتم اتلغيتهم)”.
كما أشار: “أنا أعمل في مدرس تجريبي بالمرحلة الإعدادية، والتأثر بالمرحلة الثانوية أكبر وبات شبه مدمرًا”.
يزيد البطالة
ولفت حنفي في معرض حديثه إلى أن: “القرار يُسهم في البطالة في حال أننا لن نُفكر خارج الصندوق، كتغيير المادة.. ولكن، سن المُعلم يحكم أيضًا، خاصة وأنني بعمرٍ كبير، ولن أتمكن من أن أغير مادتي”.
وتابع: “بالنسبة للكليات.. فالقرار حطّم آمال وأقسام اللغات الأجنبية الثانية، باعتباره همّش المادة، وربما تُصبح غير مطلوبة”.
وأوضح معلم اللغة الفرنسية أن: “الأخطر من ذلك، هو أن القرار مفاجئ وعدم ارتكازه على خطة تعطي فرصة لنا، للبحث عن عملٍ آخر، غير التدريس”، لافتًا: “القرار جاء كذلك في نهاية الإجازة الصيفية، أي كان الجميع صرف كثيرًا، وبانتظار بدء العمل لتعويض ما تم صرفه”.
تأثر نفسي
ونقلًا عن رويترز، قال معلم اللغة الفرنسية، حسين أبو العينين، الذي يدرس لطلاب المرحلة الثانوية منذ 40 عاما، إن: “هناك العديد من المعلمين ممن تأثرت حالتهم النفسية بشكل سئ جدًا بسبب هذا القرار”.
وأضاف: “المشكلة هي أننا كمعلمين، كان معنا مساعدين، وهم من الشباب حديثي التخرج، وكانوا يعملون في ظل عدم حصولهم على وظيفة أو تعيين، فكان ذلك ملاذًا لهم، لكسب الخبرة مننا، بالإضافة إلى حصولهم على مرتبات”.
سبب تغيير المناهج الدراسية
وعن سبب تغيير نظام الثانوية العامة، أوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن إعادة هيكلة الثانوية العامة قامت على دراسة المناهج وأنظمة التعليم في عدة دول أجنبية، وتمت بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، وتستهدف إعادة تصميم المناهج ودمج وحذف ما يمكن.
ونقلًا عن الوزارة، فإن مميزات إعادة الهيكلة، هي التأكيد على الهوية الوطنية بدراسة تاريخ مصر والتركيز على دراسة لغة أجنبية واحدة وإتقانها.
وفي وقتٍ سابق، أشار وزير التربية والتعليم إلى إجراء تعديلات محدودة على مناهج الصفين الثاني والثالث الثانوي، في ضوء نواتج التعلم، ومراعاة عدم وجود تكرار في المحتوى، والمراجعة العلمية الدقيقة، وتحديث ما يجب تحديثه