إجماع دولي على ضرورة استغلال الوقت الراهن عقب مقتل السنوار لوقف الحرب
بعد يوم من إعلان إسرائيل مقتل زعيم حماس يحيى السنوار، وتأكيد الجماعة الفلسطينية رسميا هذا النبأ، تزايدات الدعوات للتوصل إلى اتفاق، فيما حث زعماء غربيون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السعي لإنهاء الحرب في غزة.
وبينما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن نتنياهو على “المضي قدمًا” وإحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في غزة بعد مقتل السنوار العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر، جدد زعماء العالم الدفع لإنهاء الصراع.
وانضم بايدن بذلك إلى شخصيات من بينها نائبته كامالا هاريس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، في حث إسرائيل على إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار .
فرصة لوقف المعاناة
اعتبرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، أن مقتل السنوار يمنح الولايات المتحدة فرصة لإنهاء حرب غزة أخيرًا.
وأكدت هاريس على أهمية إطلاق سراح الرهائن ووقف المعاناة، مشددةً على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في عملية عسكرية إسرائيلية يشكل “فرصة للمضي نحو وقف لإطلاق النار ندعو إليه بإلحاح منذ وقت طويل” في غزة.
الوضع الإنساني الرهيب لا يمكن أن يستمر
كذلك، دعا ستارمر الذي كان يتحدث في برلين إثر اجتماع مع قادة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، إسرائيل إلى تحسين ايصال المساعدة الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال “هذا الوضع الإنساني الرهيب لا يمكن أن يستمر”، موجها كلامه “مجددا إلى اسرائيل” ومضيفا “لن يقبل العالم بعد اليوم أعذارا حول المساعدة الإنسانية. إن المدنيين في شمال غزة يحتاجون إلى الطعام الآن”.
ويحاصر الجيش الإسرائيلي مناطق واسعة في شمال غزة منذ نحو أسبوعين. وهددت الولايات المتحدة هذا الأسبوع بتعليق قسم من مساعدتها العسكرية لإسرائيل إذا لم تبادر سريعا إلى تحسين إيصال المساعدة الإنسانية.
فرصة استثنائية
في السياق ذاته، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن هذه اللحظة توفر أيضا فرصة استثنائية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء هذه الحرب الرهيبة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
تعليقات أوستن جاءت بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة القتال، قائلاً للإسرائيليين إن عملية القتل وفرت فرصة “لوقف محور الشر”.
وعندما سئل عن تصريحات نتنياهو وما إذا كانت إسرائيل ربما تفوت فرصة، قال أوستن: “بالطبع هناك (فرصة) ونأمل أن نتمكن من العمل معا للاستفادة من هذه الفرصة”.
وقال “من الواضح أن هناك فرصا لتغيير الاتجاه، ونأمل أن تستغل الأطراف ذلك، سواء في غزة أو في لبنان”، دون أن يتطرق بشكل مباشر إلى تصريحات نتنياهو.
وأوضح أوستن أن الأولوية القصوى هي تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، بما في ذلك الأمريكيين.
مرحلة جديدة لابد وأن تبدأ الآن
أما رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني فقالت “إن اعتقادي هو أن مرحلة جديدة لابد وأن تبدأ الآن: فقد حان الوقت للإفراج عن جميع الرهائن، وإعلان وقف إطلاق النار الفوري، وبدء إعادة الإعمار في غزة”.
وأضافت: “سوف نواصل دعم كل الجهود المبذولة في هذا الاتجاه بقوة، واستئناف العملية السياسية الجادة والموثوقة المؤدية إلى حل الدولتين”.
بدوره، عبّر المستشار الألماني، أولاف شولتس، اليوم الجمعة، عن أمله في أن يفتح مقتل يحيى السنوار، الباب أمام وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
في السياق ذاته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مقتل السنوار “نقطة تحول” و”نجاح عسكري لإسرائيل”، وقال على منصة إكس “يجب اغتنام هذه الفرصة لتحرير جميع الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب أخيرا”
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن السنوار “كان عقبة أمام وقف إطلاق النار المُلح والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن”.
مخرج لإنهاء الحرب
ومع وجود السنوار على رأس قائمة المطلوبين، فإن مقتله يشكل إنجازاً كبيراً لإسرائيل.
يقول محللون إن مقتل السنوار قدم لإسرائيل، التي تكافح من أجل صياغة استراتيجية للخروج من غزة، مخرجاً لإنهاء الحرب.
في هذا الصدد تعتقد نعومي بار يعقوب، زميلة مشاركة في برنامج الأمن الدولي في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن: “أن هذا سيكون بمثابة الكرز على الكعكة بالنسبة لإسرائيل. وينبغي أن يكون التوصل إلى اتفاق أسهل”.
وبعد القضاء على مهندس هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبح بوسع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يخبر الإسرائيليين الآن بأن أحد أهداف الحرب قد تحقق.
ومن الناحية السياسية، قد يسمح له هذا بأن يكون أكثر مرونة في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينهي الحرب في مقابل الإفراج عن الرهائن ــ وهو الشرط الذي رفضه حتى الآن، جزئياً على الأقل، كما يقول المنتقدون، لأنه قد يهدد حكمه.
فرصة لإنهاء الحرب بشكل كامل
في المقابل، يرى محللون أن مقتل السنوار كان بمثابة تغيير كبير في اللعبة لدرجة أنه كان بمثابة فرصة لإسرائيل للإشارة إلى استعدادها لإنهاء القتال في أماكن أبعد في المنطقة، بما في ذلك في لبنان حيث تقاتل إسرائيل حزب الله.
وقال جيورا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، لقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية: “إن الفرصة لإنهاء الحرب بشكل كامل، وكذلك في لبنان،… هي في أيدينا بالكامل”، مضيفًا أن إسرائيل يجب أن تستخدم وفاة السنوار لتقديم شروطها لإنهاء الحروب على الجبهتين.
وكانت عائلات الرهائن في غزة تحمل رسالة مماثلة لنتنياهو، فقد رحبت مجموعة تمثل العائلات بمقتل السنوار، لكنها أدركت الفرصة المحتملة ودعت إسرائيل إلى إعادة تركيز جهودها نحو التفاوض على صفقة.