روشان عباس: الاعتراف بمحنة الإيغور خطوة رمزية نحو تحقيق العدالة الغائبة
تمر الأيام والشهور والسنوات، وتستمر الصين في سياسة الانتهاكات بحق الإيغور وغيرهم من المسلمين التُّرك في إقليم شينجيانغ، التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وفقا لدراسات وتقارير تستند إلى تحليل وثائق رسمية وشهادات لضحايا مفترضين وبيانات إحصائية، حيث تحتجر بكين ما لا يقل عن مليون شخص معظمهم من الإيغور في المعسكرات، وإجراء عمليات تعقيم وإجهاض “قسرًا” أو فرض “عمل قسري”.
وأمام هذه الممارسات التي لا يتوقف الحزب الشيوعي الصيني عن ارتكابها، لا تيأس أيضا الأصوات المدافعة عن شعب الإيغور وتستمر في نضالها من أجل رفع الظلم عنهم وزيادة الوعي بقضيتهم، ومن بين هذه الاصوات الناشطة الإيغورية والمديرة التنفيذية لمنظمة “حملة من أجل الإيغور” روشان عبّاس، والتي شاركت مؤخرا في مؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، وتحدثت مع بعض المسؤولين العرب المشاركين عن محنة الإيغور وتعزيز الجهود العالمية لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان.
At the National Council on US-Arab Relations conference, I had the privilege of meeting Mohamed M. Abou El Enein, Deputy Speaker of the Egyptian Parliament. I spoke to him about the plight of the #Uyghur people and strengthen global efforts to address human rights abuses.… pic.twitter.com/9ZLdQTbjV6
— Rushan Abbas (@RushanAbbas) November 14, 2024
وفي حوار خاص مع “أخبار الآن” تحدثت روشان عباس عن لقائها مع وكيل مجلس النواب المصري، النائب محمد أبو العينين، مشيرة إلى أنها شاركته الفظائع التي يواجهها المسلمون الإيغور، بما في ذلك الإبادة الجماعية التي ترتكبها الصين ضد المسلمين وسجن أختها ظلماً.
وتعتقد عباس أن مصر، باعتبارها واحدة من الدول ذات الأغلبية المسلمة الكبيرة، تتمتع بالسلطة الأخلاقية والنفوذ الاستراتيجي اللازمين لتضخيم الدعوة إلى العدالة للمسلمين الإيغور وتشجيع المزيد من التضامن بين الدول ذات الأغلبية المسلمة في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان.
كما أعربت عن أملها أن تتخذ مصر في المستقبل، على الأقل، خطوة رمزية نحو الاعتراف بمحنة الإيغور، مثل الامتناع عن الإدلاء بتصريحات مستقبلية لدعم سجل الصين في مجال حقوق الإنسان في منطقة الإيغور، أو الامتناع عن تسليم اللاجئين، وكذلك الدعوة الدبلوماسية إلى الشفافية في منطقة شينجيانغ.
وأكدت الناشطة الإيغورية أن من شأن هذه الإجراءات أن تعزز بشكل كبير الوعي الدولي وترسل إشارة إلى الصين بأنها لن تدعم الفظائع التي ترتكب ضد المسلمين الإيغور بشكل لا ينتهي.
ولفتت روشان عباس إلى أن مصر استضافت تاريخياً عدداً كبيراً من الأويغور، وخاصة الطلاب الذين سافروا للدراسة في جامعة الأزهر، لكن في عام 2017، وبالتزامن مع تصاعد القمع العنيف في منطقة الأويغور، احتجزت السلطات المصرية ورحلت طلاباً أويغوريين إلى الصين بناء على طلب الحكومة الصينية.
وتابعت: “رأينا الأويغور تحت تهديد الترحيل يفرون إلى تركيا بحثاً عن الأمان. أما الآخرون الذين أجبروا على العودة إلى منطقة الأويغور فقد تعرضوا إما للاحتجاز أو واجهوا معاملة قاسية عند عودتهم، بما في ذلك التعذيب، أو اختفوا دون أثر وتعرضوا للفظائع ضد شعبهم”.
وتأمل المديرة التنفيذية لمنظمة “حملة من أجل الإيغور” أن تتمكن مصر من العمل على تطوير المزيد من التضامن في جميع أنحاء المنطقة لمعالجة انتهاكات الصين لحقوق الإنسان ضد الأويغور، مشددة على ضرورة أن يدرك الجميع أن ترحيل المسلمين الأويغور إلى الصين يعني في الأساس إرسالهم إلى مصير عنيف ومأساوي.
أما بالنسبة لحجم الدعم الذي يحتاجون إليه، تقول روشان عباس “حتى بالنسبة للدول التي اتخذت موقفًا قويًا، فقد أدركنا أن التقدم المستمر مع الحكومات غالبًا ما يكون نتيجة لجهودنا وجهود حلفائنا الدؤوبة لرفع مستوى الوعي وتثقيفهم بشأن الفظائع التي يواجهها شعبنا. لا يسمح الحزب الشيوعي الصيني للمسلمين الأويغور بممارسة ممارساتهم الدينية الطبيعية، ولا يمكنه حتى أن يقول إنهم مسلمون. ومن المؤسف أن بعض الدول المسلمة تأثرت بالتضليل الذي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني”.
تضيف: “على الرغم من امتناننا للحلفاء الذين وقفوا إلى جانبنا، فإننا في حاجة إلى العمل على كسب دعم واسع النطاق من الحكومات الإسلامية. وأنا أدعو الله كل يوم أن تدرك الدول العربية والإسلامية أهمية الوقوف إلى جانب المسلمين الأويغور، ليس فقط من أجل كونهم جزءًا من الأمة الإسلامية، بل وأيضًا للدفاع عن المسلمين الأويغور في مواجهة حرب الحزب الشيوعي الصيني على الدين. ولهذا السبب نواصل الانخراط في هذه المعركة بالأمل والمثابرة”.