سوريا تشهد أكبر عمليات عسكرية على عدة جبهات منذ سنوات
منذ أيام وسوريا تشهد عمليات عسكرية،، تقدم لقوات الفصائل المسلحة باغت الجيش السوري الذي ترك مقاره العسكرية وأسلحته ولاذ بالفرار، مع وجود بعض الاشتباكات في قرى ومناطق ريف حلب الغربي.
من مع من ومن ضد من؟
المشهد في سوريا يشوبه الغموض والإرباك، وذلك بسبب المسميات الكثيرة التي أطلقت على الفصائل المسلحة، وأيضا سرعة انتشارها، ودخولها وسيطرتها على المدن بشكل كامل، وأبرز عملية كانت خلال الأيام الماضية هي سرعة السيطرة على مدينة حلب العريقة، والتي كانت يوما ما العصب الاقتصادي لسوريا قاطبة، دخلت القوات بدون مواجهة تذكر، ففي ساعات قليلة تمت السيطرة على الأحياء الغربية وبعد عدة ساعات وصلت قوات ردع العدوان إلى المناطق الشرقية لتسيطر على جميع أحياء حلب، باستثناء حيين هما ” الشيخ مقصود والأشرفية” الخاضعان لسيطرة كردية وفق اتفاق سابق مع النظام السوري.
ما هي العمليات العسكرية في سوريا؟
عملية ردع العدوان أطلقتها قوات هيئة تحرير الشام “النصرة سابقا” والهدف منها كان إعادة النازحين والمهجرين إنطلاقا من إدلب وصولا إلى حلب، ولكن عندما وجدت تلك القوات التي يصل تعدادها بحسب تقديرات إلى خمسين ألف مقاتل وهم مجهزون بأسلحة ومعدات، ثقيلة ومتوسطة، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، وجدت نفسها تدخل المدن والقرى دون مقاومة قوية وسط انسحاب قوات النظام السوري، أدركت أن عليها إكمال المسير والزحف نحو حماة ثم حمص وصولا إلى اللاذقية وطرطوس.
عملية فجر الحرية: هذه العملية أطلقتها فصائل سورية مسلحة مدعومة بشكل مباشر من تركيا، وهي فصائل السلطان مراد وسليمان شاه والجيش الوطني السوري وأحرار الشرقية،
هذه القوات هدف عمليتها المسير شرقا لمباغتة القوات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” المتواجدة في “تل رفعت وعفرين” وعدة قرى ذات أغلبية كردية، كون تركيا قلقة جدا من التوسع الكردي على حدودها، فهي تريد السيطرة على تل رفعت ومنبج، خاصة وأنها تسيطر على مناطق جرابلس والباب وتل أبيض وهذا يعني طرد قوات “قسد” إلى شرق نهر الفرات.
الجيش الوطني السوري يعلن تحرير مدينة تل رفعت شمالي حلب من تنظيم PKK/YPG الإرهابي في عملية فجر الحرية pic.twitter.com/y6K8FtHJrt
— TRT عربي (@TRTArabi) December 1, 2024
ومن الناحية الأخرى تريد القوات المدعومة من تركيا، الدخول إلى مناطق الصراع مع قوات قسد خاصة بعد سيطرتها على منفذ “التايهة” والذي كان مشتركا بين النظام السوري وقسد ويربط حلب بمدينة منبج الحدود الغربية لقسد.
وأيضا زحف المقاتلين نحو مدن سفيرة والخفسة ومسكنة ودير حافر. ليقطعوا طريق الإمداد من تلك المناطق إلى الرقة التي أصبحت أهم مركز لقسد بعد أن كانت عاصمة داعش في وقت سابق.
قسد تعلن التعبئة العامة
أعلنت “الإدارة الذاتية” التعبئة العامة لمواجهات تحديات هجوم الفصائل المسلحة، كما اتهمت في بيان تركيا بـ”الوقوف خلف الهجوم بهدف تقسيم واحتلال سوريا”.
وطلبت من جميع مؤسساتها في شمال وشرق سوريا الاستنفار لصد أي هجوم على مناطقها.
وبحسب مصدر في مدينة منبج تواصلت معه أخبار الآن عبر الهاتف فإن قوات قسد أقامت الحواجز الأمنية في المدن التي تسيطر عليها، لإجبار الشباب على القتال في صفوفها، طالما هم في السن القانوني الذي يسمح لهم الانخراط في الجيش.
مؤكدا انه والكثير من الشباب التزموا بيوتهم وقرروا عدم الخروج منها خلال الأيام المقبلة، لحين معرفة ما ستؤول إليه الأمور.
مبينا أن قوات قسد مستنفرة جدا، فهي تخشى من تقدم القوات المدعومة من تركيا من جهة، ومن الخلايا النائمة والناقمة على سياستها في الداخل من جهة أخرى، خاصة وأن بعض العشائر كانت مستاءة جدا من تصرفت قسد مؤخرا، ودخلت مدينة منبج إضرابا عاما لعدة أيام بسبب ممارسات تتعلق بالضرائب وتغييرات في التعليم.