وفود متبادلة بين السويداء ودمشق.. الدروز في موقف مؤيد للدولة الموحدة
منذ نحو أكثر من عام خرجت السويداء مقعل الطائفة الدرزية في سوريا باحتجاجات ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، احتجاجات رافقها أعمل عنف من قبل أزلام النظام السابق، سقط خلالها عدد من القتلى.
موقف السويداء كان واضحا وصريحا وهو الخلاص من حكم عائلة الأسد، واليوم بعد أن هرب بشار الأسد واندثر نظامه، تتوافد الوفود من الإدارة العسكرية والسياسية للفصائل التي قامت بالتحرير لمقابلة أعيان ووجهاء وشيوخ الطائفة الدرزية وفي مقدمتهم الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الدروز.
زيارة وزير الداخلية لأهالي السويداء والوجهاء لإعادة تفعيل المؤسسات الحكومية#المبدعون_السوريون pic.twitter.com/Hm9ywbBsZg
— Creative Syrians – المبدعون السوريون (@CrSyrians) December 18, 2024
ماذا تريد السويداء؟
قال الكاتب والصحفي السوري أيمن الشوفي لأخبار الآن إن الحالة السياسة في مدينة السويداء لم ترتهن يوما إلى المؤسسة الدينية، وهناك تنوع في الموقف السياسي، ولكن بشكل عام فإن الغالبية تدعم الحل السوري والمركز السوري لاعتبارات أيدولوجية تخص أن السويداء تعتبر موقعا أساسيا ومتقدما على خارطة العمل السياسي في سوريا منذ الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي إلى الآن.
ومنذ ذلك الوقت كان هناك تهميش للأطراف السورية منذ حقبة الأسد واحتلاله للبلد وللرأي.
واضاف الشوفي أن الثورة في السويداء منذ عام 2023 كانت تطالب بالخلاص الفردي في المحافظة، وبقيت الانتفاضة وحيدة ولم يكن لها صدى اجتماعي وسياسي في بقية المناطق السورية.
والمطالبون بهذا التوجه يعتقدون أن الخلاص من بشار الأسد هو الحل، في ظل محاولته الترويج لمشاريع كانت تردد حينها من إمكانية دخول إسرائيل لاحتلال ثلاث محافظات هي السويداء والقنيطرة ودرعا وصولا إلى قاعدة التنف ومناطق قسد.
مبينا أن هذه الاصوات نادت بذلك عندما كان المشهد السياسي في سوريا متعثرا ولا يمكن التعويل عليه ولا على القرارات الأممية التي لم تطبق، ومن خلال تعويم مبادرات الأسد ودعوته لحضور القمم العربية ، تولد لدى الكثيرين شك في وجود أي حل سياسي.
كيف يرى أهالي السويداء الجولاني؟
قال الصحفي السوري أيمن الشوفي إن أهالي السويداء بعد أن هرب بشار الأسد وسقط نظامة انتهجوا نهجا جديدا ويرون أن الحل يكمن الآن في سوريا جديدة تحترم جميع المكونات والطوائف، بدلا من الخلاص الفردي الذي كان يعتقد أنه الحل الوحيد.
وبالنسبة لأبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع، أوضح الشوفي أن الجولاني كان لديه مممارسات معلومة للجميع ولديه سجون وكانت الهيئة تعتقل الناس أيضا، ووقف لهم أهالي إدلب، ولكنهم أوضحوا أن هذا كان في سياق سابق والآن هيئة تحرير الشام هي الحالة الثورية الوحيدة التي أسقطت الأسد ووصلت إلى السلطة من خلال عمل عسكري، وما يطرحونه حتى هذه اللحظة فيما يخص الأقليات لم يصادر حقوق الأقليات لغاية الآن.
مبينا أن السويداء تعيش كما كانت سابقا فلا يوجد إملاءات ولا مظاهر للسلفية الدينية ولا يوجد هناك تشنج تجاه الحكومة المركزية المؤقتة في دمشق وهيئة تحرير الشام والفصائل التي أسقطت الأسد، كما أن هناك وفودا أرسلت إلى دمشق ووفودا زارت السويداء والتقت بالشيخ الهجرين وبكل الأحول ما زال هناك انقسام قائم وهناك من ينادي بسوريا مركزية وواحدة، وهناك مؤتمر يعقد الأسبوع المقبل لمناهضة أي تصور انفصالي
انفصال السويداء والانضمام لإسرائيل
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام بفيديو لأبناء الطائفة الدرزية في قرية “حضر” على الشريط الحدودي مع إسرائيل، وهم يطالبون بالانضمام إلى إسرائيل.
وبهذا الشأن أوضح الشوفي لأخبار الآن أن هناك فيديو آخر نسب لشباب من تيار سوريا الفيدرالية يطالب بالانضمام إلى إسرائيل وهذه الأصوات لا يعول عليها وهي تفكر بالخلاص حتى من دون سوريا.
مبينا أن هناك تشكيك وتخوف لدى البعض من أن المسيطرين على المشهد العام حاليا سيقدمون مشروعا دينيا سلفيا لا يناسب تنوع وغنى سوريا الفكري والثافي، وبالتالي يكون ملف الإدارة الذاتية قائما وهذا طرح موجود.
مستدركا: أن الغالبية العظمى لا تفضل أن تكون السويداء بعيدة عن سوريا وإنما هي جزء أساسي ومكون عريق من سوريا.
وأشار إلى أن أهالي السويداء والدروز في جميع مناطق سوريا ينتظرون الفترة الانتقالية للحكومة المؤقتة، ويتابعونوكيف ستتعامل هي والقوى المختلفة مع المشهد العام في سوريا وكل هذه الأمور مرتنهة بالممارسات على أرض الواقع.
وشدد الشوفي على أن سوريا لا يمكن أن تكون من لون واحد، وإنما هي بلد فيها مذاهب وديانات مختلفة ويجب على أي طرف سياسي يحكم هذا البلد أن يدرك ذلك ولا يمكن أن يملي ما يريده على هذه الطوائف وإلا سيخسر.