قيل ذات مرة “الخرافة أكثر دوامًا من الحقيقة”. فأنت تحتاج لشخص واحد فقط لنشر خرافة تستمر لأجيال أما العلوم فأنت تحتاج إلى جيش من العلماء لتغيير وجهة نظر المجتمع تجاه حقيقة ما, وغالبا ما تحتاج الخرافات إلى جمهور لدعمها, وهذا الجمهور متوفر في المجتمعات الأقل تعليما والأقل وعيا دينيا والأكثر إعتمادا على القيل والقال منه على التحقق والبحث العلمي والموضوعي لقبول الأفكار التي تجول في رؤوسهم, فهم يؤجرون رؤوسهم بالمجان لأولائك الذين يستغلونها لنشر خرافاتهم لسبب “والأدهى والأمر – لدون سبب”. وضمن مساعينا لنشر الوعي الفردي لدى القراء العرب قمنا بنشر عدد من المواضيع بهذا الصدد وسنتحدث اليوم عن ظاهرة إنتشار الخرافات المتعلقة بظهور رموز دينية وإجتماعية وحتى فنية وعلمية هنا وهناك على المواد الطبيعية والكوارث الطبيعية والصناعية وغيرها كما تشاهد في هذه الصورة التي ألتقطت أثناء حريق برج التجارة العالمي قبل إنهياره وهي ما تداوله الناس بأنه وجه الشيطان متمثلا في الدخان.. صورة حقيقية أخذت من فيديو لوكالة الأسوشيتيد بريس AP.
أتفق على تسمية هذه الظاهرة بين العلماء بـ “الباريدوليا Pareidolia”, وتتضمن هذه الظاهرة النفسية الاعتقاد بأن أي مؤثر عشوائي مبهم قد يكون مهماً. مثل تخيل صور للحيوانات في السحاب, رؤية وجه رجل في سطح القمر, أو سماع أصوات خفية في التسجيلات عند تشغيلها عكسياً وغالبا ما يكون السبب وراء إنتشار هذه الظاهرة بين الناس هو لمسببين رئيسيين الأول لإعطاء زخم لقضية دينية أو فكرية ما أو لدعم أحد نظريات المؤامرات في العثور على دلائل خفية لها..
الصور على اليمين لأمثلة حية متداوله عن الباريدوليا وهي جميعا محض صدف إذا ما عرفنا أن هناك مليارات الأشجار والكائنات الحية والحوادث التي تنمو وتعيش وتحدث من حولنا وهذه مليارات الإحتمالات التي لا بد من أن يتشابه أحدها مع حدث ما أو فكر معين.