التقط أعلى تلسكوب لا سلكي عالمي بُني على هضبة تشيلية في جبال الإندير على ارتفاع خمسة آلاف متر فوق سطح البحر، الصورة الأولى لكوكب جديد تشكل وهو يلتهم الغبار والغاز الكوني المحيط بنجم بعيد.
وقال علماء الفضاء إنهم طالما تنبؤوا بأن الكواكب الغازية العملاقة المشابهة للمشتري يمكن أن تتشكل من تجمع الغبار والحطام الذي يتكون حول نجم ناشئ، والآن توفر لديهم أول دليل مرئي يدعم هذه الظاهرة.
ويظهر التلسكوب ألما في تشيلي تيارين من الغازات التي تربط الحلقات الداخلية والخارجية للمادة الكونية المحيطة بالنجم إتش.دي 142527 الذي يبعد نحول 450 سنة ضوئية عن الأرض.
وقال سايمون كاساسوس من جامعة تشيلي في سانتياغو إن علماء الفضاء يعتقدون بأن التيارات الغازية نتيجة كوكبين عملاقين -صغيرين جدا بحيث يصعب رؤيتهما في الصورة المرفقة- يقومان بشد جاذب لسحابة الغبار والغاز المحيطة، وهو ما يجعل المادة تتدفق من الحلقات النجمية الخارجية إلى الحلقات الداخلية.
وأضاف كاساسوس أن ‘التفسير الطبيعي للتدفقات المشاهدة بواسطة تلسكوب ألما، هي أن الكواكب البدائية المفترضة تجذب تيارات الغازات إلى الداخل نحوها بحيث تتخدد بفعل جاذبيتها. ومعظم الغازات تتخطى حينئذ الكواكب وتستمر إلى الداخل إلى جزء الحلقة القريبة من النجم، حيث يمكن أن تسقط في النهاية على النجم نفسه’.
وأضاف أن ‘علماء الفضاء كانوا يتنبؤون بأن هذه التيارات موجودة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تمكنا فيها من رؤيتها مباشرة. وبفضل تلسكوب ألما الجديد تمكنا من التوصل إلى مشاهدات مباشرة لتوضيح النظريات الحالية عن كيفية تشكل الكواكب’.
ويبدو من الصورة التي نشرت في مجلة الطبيعة أنها تجيب على اللغز القديم المتعلق بتشكل النجوم: كيف تستمر شمس جديدة في النمو بتراكم المادة الكونية عندما تكون الكواكب البدائية المدارية منهمكة في التهام نفس مصدر الغبار والغاز الكوني، مشكّلة ثغرات ضخمة في سحابة المادة المشكلة للنجم.
وقال كاساسوس ‘كان هذا الأمر ضربا من الغموض، لكننا اكتشفنا الآن العملية التي تسمح للنجم بالاستمرار في النمو رغم هذه الثغرة’.