خط أنابيب الغاز بين باكستان وإيران مشروع يعود تاريخه إلى ما قبل العام 2009؛ وكانت الهند شريكة فيه. خلال الأربع سنوات الماضية، تجاوزت أهداف هذا المشروع الغرض الاقتصادي.
عُرض المشروع على الهند، وروسيا والصين في فترات مختلفة؛ وجميعا تخلوا عن تمويله بسبب المتاعب المالية من التعامل مع إيران في ظل العقوبات المفروضة على برنامجها النووي. كان يبدو أن باكستان ستوافق على المضي في المشروع شريطة أن توفر إيران التمويل. النظام الإيراني تفاخر بأنه يستطيع ذلك؛ لكنه طالب باكستان بالتعهد بعدم استخدام المبلغ إلا لأغراض المشروع. ما يؤشر على انعدام الثقة بين الطرفين.
كان لافتا أيضا أن عباس علي عبداللهي، القنصل العام الايراني السابق في كراتشي، أدلى نهاية العام الماضي بملاحظات لا بد أثارت قلقا في إسلام أباد. الرجل ربط مسألة خط الأنابيب بإفتتاح مصارف إيرانية في باكستان. وهذا يدل على أن هدف إيران من المشروع لم يكن فقط تأمين صادرات الطاقة؛ وإنما إيجاد طرق جديدة للتهرب من العقوبات الدولية على حساب تعريض النظام المالي في باكستان للخطر. فهل تنبهت باكستان لهذه المسألة؟ وهل تستطيع أن تثق بقدرة طهران المالية وهي التي تعاني مشاكل اقتصادية جمة؟ وهل تستطيع أن تثق بنوايا طهران التوسعية من البحرين إلى سوريا؟