الأمم شعوب مختلفة، وبمستوى تنوعها واختلافها هناك عادات وتقاليد مختلفة وفيها من الغرابة التي قد لا تستوعبها ذهنية المجتمعات العربية، إلا أنها غالباً ما تقف أمام تلك التقاليد والعادات حامدة الله على فضل الإسلام، وهو الدستور والمنهاج الرباني الذي أنصف الإنسان من ذكر وأنثى، وكرّم النساء خاصة. ومن العادات التي تتنافى مع السوية الشرق أوسطية إن جاز القول، تلك التي تعكس الأدوار في الحياة بين الرجل والمرأة، إن كان الدور في البيت على مستوى الأسرة، أو في المجتمع بشكل عام. علماً أن شيء من هذا بدأ يحدث في مجتمعاتنا العربية، نظراً لمتطلبات الحياة المتزايدة، وشح فرص العمل، خاصة أمام بعض الرجال، لتكون المرأة هي المعيل للأسرة وهي المربي.
وفي إطلالة على بعض عادات الشعوب في هذا الشأن، نطل على مدينة “اموتكن” الواقعة في اقليم منغوليا الصيني، حيث جميع من في هذه المدينة من الرجال، ولا يوجد فيها أي امرأة، بل؛ ولا يسمح للسيدات الصينيات أن يتخطين حدودها. السبب في ذلك أن نساء هذه البلدة يغادرنها كل عام للاتجار بالبضائع المختلفة في مناطق وأقاليم شتى، ويعدن لأزواجهن وأسرهن في أيام محددة، ثم يغادرن المدينة مرة أخرى، في ما يشبه هجرة نسائية طويلة على عكس ما اتسمت بها مجتمعاتنا في هجرات البحث عن الرزق التي تستهدف الرجال أو الأسرة بكاملها، وهي القاعدة التي خرجت عليها نساء “اموتكن” الصينية بل وحتى رجالها الذين، استمرأوا الراحة، وتركوا الكد وتأمين الرزق أو الدخل للزوجات، وتقول الرواية إن المدينة هادئة جداً، وذات شوارع نظيفة ومبانٍ جميلة، في إشارة إلى أن الجلبة والفوضى وكأن مصدرهما النساء، بقي أن نسأل.. ماذا عن تربية الأولاد؟ فتكون مأساة إن كن يحملن بضائعهن وأطفالهن أيضاً في أرحامهن أو في ارتحالهن التجاري ذلك؟! فلا عزاء إذن لتلك النساء.
المصدر : البيان