فوجئ الكثير من أهالي جزر الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي، غرب أفريقيا، والتابعة لإسبانيا، بأن ماكينات الصرف الآلي تمنح الأموال دون حدود، ودون تسجيل لقيمة السحب، فأخذوا يتسارعون إلى إخبار أهاليهم وأصدقائهم كي يسحبوا ما يشاءون، وسرى الخبر كالنار في الهشيم بين المواطنين، حتى احتشدت الطوابير بأعداد هائلة، بغية استغلال الفرصة الذهبية في الحصول على ما يشاءون من مال، ولم تمر ساعات حتى غدت الماكينات خاوية من الأموال.
وخلال ذلك كان الناس يتهامسون فيما بينهم عن سبب تقديم البنك لهذه الهدايا الكريمة للمواطنين. البعض يردد: «لا بد من اغتنام الفرصة، فالبنك يوزع الأموال مجانا». وقال آخر: «لقد عشنا يوما من أيام الأعياد. الجميع استطاعوا الحصول على شيء من المال». واعترف آخر: «لقد استطعت أن أسحب 600 يورو مع أن قيمة ما لدي في البنك أقل بكثير من هذا المبلغ». وذكر رجل عجوز: «لقد عدت لأقف مرة ثانية في الطابور كي أسحب 500 يورو أخرى».
وما إن وصل الخبر إلى البنك حتى أسرع إلى إيقاف الصرف، ولكن بعد فوات الأوان. ثم أوضح أن هذه ليست هدية من البنك، وإنما هناك خطأ وقع به الفنيون المسؤولون عن إدارة الماكينات أدى إلى السماح بالصرف دون حساب. والخطأ ناتج بالأساس بسبب دمج بنك «كانارياس» مع بنك «كايشا». وأعلن البنك عن توقف السحب عند حلول نهاية الأسبوع لحين الانتهاء من عمليات الدمج، لكنهم أخطأوا، فأوقفوا تسجيل البنك لعمليات السحب، ولم يوقفوا عمليات السحب من الماكينات، مما أدى إلى هذا الاضطراب.
وقد أعلن مسؤول في بنك «كايشا» ضرورة أن يعيد المواطنون الأموال التي سحبوها إلى البنك، وهدد أن البنك سيتخذ الإجراءات القانونية ضدهم.