بينما كانت إيران تجلس إلى طاولة المفاوضات مع القوى الست الكبار، كانت كوريا الشمالية ترفع من وتيرة تهديدها باستخدام السلاح النووي. كيف تؤثر تصرفات بيونغ يانغ على الحسابات المتعددة المتعلقة بالرنامج النووي الإيراني؟ إليكم تحليلنا.
أولا وقبل كل شيء، ستكون إيران سعيدة جدا بأي حدث يشتت انتباه العالم عن برنامجها النووي. بعض قادة إيران قد يعتقدون أيضا أن كوريا الشمالية تمثل نموذجا ناجحا في الصمود أمام العقوبات وتطوير السلاح النووي الذي قد يهدد العالم. لكن قادة آخرين يرون أن الثمن أغلى من أن يُتَحمّل: فقد تحولت كوريا الشمالية إلى دولة مارقة يكاد يعاني شعبها من المجاعة وعلى الأرجح أن الآلاف منها ماتوا أو يموتون من الجوع. لا شيء في ذلك تُحسد عليه بيونغ يانغ.
إيران لا تريد أن تصبح كوريا شمالية ثانية، لكن للبلدين صلات وثيقة فيما يتعلق بالبرنامج النووي العسكري. إعلام كوريا الجنوبية نقل أن الاختبار النووي الأخير لـ بيونغ يانغ كان مخططا وممولا من إيران. وهذا تفنيد واضح لادعاءات طهران بأن طموحها النووي يهدف لأغراض سلمية محضة.
ثمة مجموعة أخرى من التحليلات المستقلة التي تقول إن القنبلة التي اختبرتها بيونغ يانغ كانت إيرانية التصميم أعدت خصيصا لصواريخ شهاب 3 متوسطة المدى. وقيل إن مسؤولين إيرانيين كثر كانوا في موقع الاختبار.
مثل هذه التفاصيل ستثبط عزيمة روسيا. وهو ما بدا واضحا في تصريحات دبلوماسيين روس مؤخرا حيث كثر حديثهم عن عدم قدرة الجانب الإيراني إحداث تقدم في المحادثات التي سبقت اختبار التفجير الأخير في كوريا الشمالية. وإعلان إيران أنها كانت تركب أجهزة طرد نووية أكثر تطورا أقلق المسؤولين الروس الذين لاحظوا أن إيران أخفقت في أن تصنع بيئة مناسبة لاجتماع ألماتي في كازاخستان؛ ما جعلهم غير قادرين على توقع نتيجة واضحة للمحادثات.