ما حدث اليوم، أعاد تسليط الأضواء على مفاعل بوشهر. حاولنا الاتصال بوكالة الطاقة النووية الإيرانية. تحدثنا إلى موظفين في العلاقات العامة. سألناهم عن الوضع في المفاعل، لكن الجواب كان أنهم لم يعلموا بوقوع زلزال أصلا وأن لا اتصال بالعاملين في المفاعل.
بعد محاولات اتصالات عديدة للوصول إلى مسؤولين في الوكالة، قيل لنا أن مدير الوكالة فريدون عباسي سيظهر على التلفزيون الرسمي بعد حوالي ساعتين من الآن ليتحدث عن معايير السلامة في المفاعل.
فإيران هي الدولة الوحيدة التي تُشغّل مفاعلا نوويا خارج إطار معاهدة السلامة النووية التي اتفقت عليها دول العالم بعد مأساة تشيرنوبل في العام 1986 التي لا تزال آثارها ماثلة لليوم.
لماذا علينا أن نشعر بالقلق من مفاعل بوشهر؟ لماذا يشكل البرنامج النووي الإيراني قنبلة موقوتة تهدد المنطقة؟ الإجابة فيما يلي
خطر نووي محدق بمنطقة الخليج العربي. هذا ما خلص إليه كثير من الخبراء والباحثين في علوم الزلازل والبيئة والطاقة النووية حول ما قد يسببه أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر النووي الذي تبنيه إيران على ضفتها من الخليج العربي. إعتمد هؤلاء على جوانب علمية تختص بها جيولوجية المنطقة وتركيبة البرنامج النووي الإيراني.
من أهم أسباب هذه الهواجس هو أن مفاعل بوشهر يبنى على خط زلزالي نشط وهذا يزيد من الخشية بأن يضرب زلزال قوي السواحل الإيرانية ويؤدي إلى تدمير المفاعل وتسريب إشعاعات. فضلاً عن هذا تقادم مفاعل بوشهر، فإيران تبني به منذ نحو أربعين عاماً وحتى اليوم لم تنتهي من بنائه وهي تعتمد على تقنيات روسية وأخرى محلية تفتقر لمتطلبات السلامة النووية العالمية.
أخطار بوشهر تتركز في قربه من كثافة سكانية كبيرة خاصة في محافظة بوشهر الإيرانية والتجمعات السكانية العربية على ساحل دول الخليج العربي. ولهذا فقد قدر خبراء روس أن مليون مواطن إيراني على الأقل سيموتون وسيصاب مئات آلاف الخليجيين وسكان المنطقة بإشعاع قاتل في حال تسرب إشعاعات من مفاعل بوشهر. الكويت تعد من أكثر الدول التي قد تتعرض لأخطار هذه الإشعاعات، فهي لا تبعد سوى مئتين وأربعين كيلو متراً عن مفاعل بوشهر، وأكثر سكانها يعيشون على السواحل. أثار الإشعاعات ستكون أكثر ضرراً في الخليج العربي أكثر من أي مكان أخر لكونه شبه مغلق وهذا سيزيد من تركز الإشعاعات في المنطقة، فضلاً عن هذا فالمنطقة العربية من الخليج تعتمد على تحلية مياه الخليج لتوفير ما تحتاجه من مياه عذبة وهذا سيؤثر في حياه سكان المنطقة إذا ما تلوثت مياه الخليج بالإشعاعات النووية. خبراء يضعون عدة تأثيرات على صحة البشر يسببها تعرضهم لهذه الإشعاعات. منها البدنية الحادة وهي التأثيرات الفورية على الأحياء الذين تعرضوا لجرعة الإشعاعات وهي حروق ظاهرة على الجسم وتلف في الأعضاء الداخلية، وثانياً البدنية المتأخرة وفيها تظهر التأثيرات بعد سنوات على الأحياء المصابين، وثالثاً التأثير الجيني وفيه تظهر التأثيرات على نسل الأحياء. أخطار عدة دفعت خبراء إلى دعوة دول الخليج للتجهز لهذا السيناريو المحتمل وأخذ التدابير الصحية المناسبة لحماية مواطنيها من كارثة نووية محتلمة في المنطقة.