باكستان هي إحدى ثلاث دول في العالم لا تزال تكافح ضد مرض شلل الأطفال. في العام 2012 وقعت ثمان وثلاثون إصابة مقارنة بـمئتي إصابة في نيجيريا و حوالي ستين في أفغانستان .
وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن ثمة ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل في باكستان فاتهم التلقيح ضد الشلل بعد أن استهدفت طالبان عاملين في القطاع الطبي المعني بتقديم اللقاح للأطفال
خطر الإرهاب لا يزال يتهدد العاملين في هذا القطاع. لكن بعض المتطوعين تحدوا التهديد. إحدى هؤلاء نسرين، التي رافقناها في إحدى جولاتها في إقليم بختون خوا في أواخر الشتاء الماضي .
طوال السنوات العشر الماضي، كانت نسرين تتنقل من منزل إلى آخر لتلقيح الأطفال ضد الشلل. لا تزال إلى اليوم عاقدة العزم على الاستمرار في المهمة حتى القضاء على المرض بالرغم من تهديد المسلحين.
ترافق نسرين في جولاتها زميلتها والمشرفة عليها أسما عاصف التي تبدو مرتاحة لوجود الشرطة ضمن حراسة الفريق الطبي التي طالبوا الحكومة بتوفيرها لهم. أسما، من موقعها في المقدمة، تشكل مثلا يُحتذى لغيرها ممن تبنوا هذه القضية.
ما تفعله نسرين وأسما سينقذ الكثيرين من الفيروس الذي أقعد زاهد غول، موظف البريد في هذه البلدة عندما فاته أخذ المطعوم في موعده.
بداية كان قلة الوعي وعدم توفر المطعوم هو السبب في شلل الأطفال، والآن المتشددون والإرهابيون هم السبب؛ وهنا يأتي دور المواطنين في هذه المناطق للدفع باتجاه التصدي للإرهاب من أجل سلامة عيش الأطفال.
ميان إفتخار حسين، وزير سابق ومتحدث باسم حزب أوامي الوطني يرى أن المتشددين باستهدافهم هذه الحملات إنما يهدفون حرفيا إلى شلّ حركة البلد وعزلها وزجّها في عقود من الرجعية.