في إقليم سوات القبلي شمال باكستان، موطنِ مالالا يوسف زاي؛ تمكنت نساء من تأسيس مجلس للحكم والقضاء على غرار مجلس الحكماء المعروف باسم الجيرغا . يأتي هذا في منطقة لا تزال تعاني من هجمات طالبان المتشددة فريق أخبار الآن في المنطقة توجه إلى إقليم سوات هذا الأسبوع وأعد القصة التالية عن نساء اخترن أن يَسرن عكس التيار.
هذا هو إقليم سوات. خلال الأعوام الماضية ظل رهينة لحكم طالبان من ناحية ومجتمع ذكوري من ناحية أخرى، الأمر الذي لم يترك متنفسا للنساء هنا. منذ نشأتها، كانت مجالس الحكماء أو ألـ جيرغا jirga حكرا على الرجال؛ يحددون مصير النساء؛ يمنحونهن ما يرونه مناسبا من حقوق ويمنعون أخرى. لكن الحال تغير الآن.
مجموعة من نساء سوات بدأن حملة لتحصيل الحقوق، فأسسن أول مجلس حكيمات تحت اسم خويندو تولانا Khwendo Tolana أو الأخوات. قائدة المجموعة هي تبسم عدنان. هي رائدة التغيير في المنطقة. تقول إن كل امرأة وفتاة في سوات هي الآن ملالا يوسف زي.
تبسم عدنان – مؤسسة مجلس الحكيمات
لا يوجد تمثيل للمرأة في مجالس الحكماء وغالبا ما تكون قرارات هذه المجالس ضد المرأة. فلا تزال الفتيات هنا يُمنحن لقبائل أخرى كعربون سلام؛ ولا تزال الفتيات يُمنحن للزوج من دون مهر ومن دون أن يلتفت أحد لاحتياجاتهن. لهذا فكرت في إنشاء مجلس الحكيمات حيث نقرر بأنفسنا ما نريد لأنفسنا. تذكرون كيف كان الرجال يخلعون عنا الحجاب ويضعون القرآن الكريم في أيدينا ويأخذوننا إلى منازل غرمائهم لحل مشاكلهم. كما كانوا يستضيفوننا في مجلسهم برهة من الزمن لغاية في أنفسهم. لكن مجلس الحكيمات الآن سيمنح المرأة حقها في صناعة القرار.
مجلس الحكيمات لن ينخرط فقط في حل الخلافات التي تُستخدم فيها النساء كوسيط؛ وإنما سيستخدم أدوات قانونية حتى تحصل النساء على حقوقهن.
تبسم عدنان، مؤسسة مجلس الحكيمات
لدينا حالات اغتصاب وقتل لا بد فيها من تدخل الشرطة والمحامين. نتعامل مع كل حالة على حدة.
ليس ثمة ما نخاف منه. ما أفعله ليس خطأ. ولست ضد أي شخص. أنا أرفع صوتي من أجل أن تحصل أخواتي في إقليم سوات على حقوقهن. أنا أتحدث بالنيابة عنهن. هن بناتي وأخواتي. فلماذا أقلق أو أخاف.
كم أنا فخورة بـ مالالا. إنها فخر لنا جميعا في سوات.
لم تتلق كل النساء في مجلس الحكيمات نفس التعليم الذي تلقته تبسم. فثمة نساء أخريات أبدعن في مجالات أخرى. السيدة تاج محل بيبي، هي سيدة قروية ظلت خلال الثلاثة عقود الماضية تحث النساء على العمل من أجل الاستقلال الاقتصادي والمالي.
تاج محل بيبي – عضو مجلس الحكيمات
أهدافنا في المجلس هي التعليم والتدريب المهني حتى تؤمن النساء عيشا كريما. كذلك أتمنى لو أرى النساء في سوات تمتلك سيارات وتقود سيارات مثل الرجال؛ ربما لن نتمكن نحن من ذلك، لكن أمنيتي هذه للفتيات الشابات.
تلقت هؤلاء النساء دعما من عوائلهن. تبسم وجدت الدعم في زوجها، وفي أمها التي تعمل أيضا ناشطة اجتماعية. السيدة طاهرة بشير تعتبر أن ابنتها تخوض جهادا من أجل حقوق المرأة.
طاهرة بشير – والدة تبسم عدنان
الرجال في مجتمعنا يعتبرون النساء أقل منزلة. لكني أعتقد أن النساء أقوى من ذلك. يمكن أن تفعل أشياء لم يحلم أي رجل بفعلها. هن أمهات، وابنات، وأخوات. سوف يحققن المعجزات في هذا المجلس، وسيجبرن الرجال على احترامهن. أنا فخورة بـ تبسم.
تقول النساء في مجلس الحكيمات إنهنن تمكن من حل مئات الخلافات والقضايا القانونية العالقة. من ذلك قضية طاهرة ابنة بانو بيبي التي قتلها زوجتها بعد أن ألقى عليها الحمض الحارق.
بانو بيبي، والدة فتاة قتلها زوجها
قتلوا ابنتي الصغرى بالحمض. ماتت خلال أسبوعين. ميتة بشعة. لم يساعدنا أحد. حتى جاء المجلس. سجلت القضية ووفرن لي محاميا. وعسى الله أن يوفقنا.
في المجلس خمس وعشرون امرأة، لسن جميعا من النساء المتنفذات في المجتمع. لكن في هذا المكان حتى الضحية لها صوت وتقاتل من أجل حقوقها.
قول جان ، ضحية تعذيب وعضو في المجلس
لا أخاف شيئا. الموت ياتي مرة. ولا بد أن نعيش حياة كريمة. قضيتي هي جزء من المجلس الآن. لم أكن أقدر أن أتحدث أمام الرجال. لكني الآن أطالب بحقوق ابني وبنتي وحقوقي أنا. أستطيع الآن أن أدافع عن نفسي.
التحدي الذي تواجهه النساء في هذه الناحية من باكستان تحد كبير. هنا، حتى العاملات في مجال تلقيح الأطفال لا يستطعن النجاة بأنفسهن من المتطرفين والإرهابيين. لكن الحكيمات هنا يقلن: إذا استطاعت طفلة مثل ملالا أن تخوض معركة وهي مجرد طفلة وحيدة، فتخيلوا ما تستطيع نساء سوات أن تقوم به مجتمعات.