برشلونة ، 30 يوليو ، موقع بي بي سي
في برشلونة، يعرض جراح إجراء عمليات جراحة ترقيعية لنساء من أصول افريقية تعرضن للختان في مرحلة الطفولة. لكن بعض الخبراء يرون أن تلك العملية لن تنجح، وأنها تقوض الحملة لمنع الختان في المقام الأول.
وينكون كانت تشعر بخوف شديد وهي تستعد للخضوع للعملية بعد ثلاثة أسابيع.
“أي عملية تبعث على الخوف، إلا أن هذه العملية خطيرة جدا. إنها تؤثر عليك كثيرا. فمن الصعب أن تتخيل أن من الممكن تعويض شيء ما حرمت منه قبل فترة طويلة. وليس لديك فكرة عن الطريقة التي ستواجه بها ذلك التغيير”، بحسب المرأة من أصل افريقي.
ولدت وينكون، التي تقارب الأربعين، في بوركينا فاسو وعاشت في إسبانيا لمدة 10 سنوات. وهي أم لأربعة أبناء وناشطة في مجال حقوق المرأة، وتعيش على ذكريات ما حدث لها عندما كانت في الخامسة.
“إنها بمثابة فيلم في خاطري. في كل مرة أزور فيها قريتي، اتذكر (ما حدث). المكان المطل على النهر حيث قاموا بختاني، والمنزل الذي أخذوني إليه بعد ذلك. إنها ذكريات لا يمكن أن تمحى من رأسك إذا تعرضت لهذا القدر من سوء المعاملة والانتهاك.”
وتأمل وينكون أن تساعدها الجراحة على أن تتعافى نفسيا.
عملية غير معقدة
الطبيب، ويدعى باري، أجرى عمليات جراحية لأكثر من 40 امرأة حتى الآن في المستشفى الخاص بمعهد جامعة ديسيوس في برشلونة، حيث يرأس فريقا من جراحي أمراض النساء.
وتنطوي العملية على إخراج البظر المغطى، وهو الجزء الذي لم يتضرر من الختان.
ويقول باري “هدف العملية هو استعادة تركيب البظر ووظيفته. هذا يعني إزالة كل النسيج المشوه، ثم التقاط ما تبقى من البظر وإعادته لموضعه الطبيعي. هذه ليست عملية جراحية معقدة.”
وكان جراح فرنسي يدعى بيير فولدز هو رائد هذا الأسلوب الجراحي، الذي تعلمه باري أثناء دراسته في باريس.
امرأة أخرى تدعى روزا ستخضع للعملية في نفس اليوم الذي تجريه وينكون. وروزا شابة في العشرين من عمرها، ولدت في غينيا بيساو، وعاشت في أوروبا منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها. وهي فتاة ذكية مفعمة بالحيوية وتعيش مع صديقها الاسباني تياغو. لكنها مضطربة للغاية.
وتقول روزا “قبل أن أتعرف على تياغو، لم أكن أدرك ماهية المشكلة، لأن أحدا لم يمس هذه المنطقة. كنت فقط أعرف أن بي أمرا غريبا”.
وتشير روزا إلى أنها لم تهتم بهذا الأمر حتى دخلت في علاقة جنسية مع تياغو.
“راق لي الأمر، لكنه كان صادما كذلك، حيث تذكرت (ما حدث) عندما كنت طفلة. كنت في الخامسة أو السادسة عندما قامت جدتي وبعض صديقاتها بختاني. أتذكر بعض المشاهد لأحدهم يمسك ذراعي وآخر ساقي.”
وتأمل روزا أن تغير العملية شعورها بممارسة الجنس. كما تريد المزيد، قائلة: “أريد أن أحظى بنفس شعور النساء الأخريات.”
تقاليد
وتعد هذه عملية معقدة بالنسبة لهؤلاء النساء، حيث أنهن يخالفن تقاليد مجتمعاتهم الأصلية من خلال السعي لإجراء هذه الجراحة.
“لهذا السبب لا تأتينا الكثير من المريضات. لا نرى سوى النساء اللاتي قررن خرق تلك القواعد المجتمعية. وكانت أول مجموعة من هؤلاء النساء يشعرن بخوف شديد.. بدا الأمر تقريبا كان لديهن اعتقادا بأنهن يقمن بأمر غير قانوني”، بحسب باري.
وتلقى روزا ووينكون دعما من شريكيهما لإجراء تلك العملية، إلا أنهما لم تخبرا إلا واحدا أو اثنين من أقربائهما بخضوعهما لتلك الجراحة.
ويعتري القلق بعض النشطاء في مجال مكافحة ختان النساء من أن دعواتهم لمنع تلك الممارسة قد تقوَّض إذا ما ظنت المجتمعات الافريقية أن عملية التشويه تلك يمكن معالجتها.
لكن الطبيب باري يخالفهم الرأي، قائلا إن “إتاحة الترقيع والحديث عن الأمر هي أدوات جيدة جدا للمنع.”
“في بعض الأحيان نقدم شروحا للروابط والمنظمات غير الحكومية النسائية، كما نتحدث مع آباء المريضات. ويفاجئون عندما يتعرفوا على ما تفقده النساء بخضوعهن للختان. وعندما تصل المعلومة إلى الآباء، لا يقوما بختان بناتهم.”