الجزء الثاني: أيمن الظواهري وأسامة بن لادن
من أوائل من دحض الأسس التي قامت عليها القاعدة، كان مفتي القاعدة الأول سيد إمام الشريف؛ الأمر الذي أكسب نقده بعدا عميقا خاصة لدى الشباب ممن يؤيدون فكر القاعدة.
سيد إمام ترك القاعدة في منتصف التسعينات؛ وألقي القبض عليه بُعيد تفجيرات نيويورك. قدمنا في وقت سابق، الجزء الأول من مقابلة أجرتها مع الزميلة ندى عبدالسلام في مصر. سيد إمام تحدث لـ ندى عن تحوله عن فكر القاعدة وابن لادن. في هذا الجزء الثاني يتحدث عن علاقته بالظواهري الرجل الثاني بعد بن لادن.
معرفة سيد إمام الشريف بـ أيمن الظواهري تعود إلى أيام دراسة الطب في جامعة القاهرة العام 1968. كان يعلم أن الظواهري مشترك في مجموعة جهادية؛ لكنه لم يفاتحه في الانضمام إلا في العام 1977. المجموعة كانت الجهاد، والظواهري كان أميرها. ينفي سيد إمام الشريف أنه انضم للجماعة بالرغم من أنه أقر أنه صلته بمنتسبيها كانت “صلة شرعية”.
بعد اغتيال الرئيس السادات في 1981، فر سيد إمام الشريف من مصر وانتهى به المطاف في باكستان؛ الظواهري ظل معتقلا في مصر. عاد الرجلان والتقيا في العام 1986 ليشكلا ما كان يعرف بجماعة الجهاد في مصر. سيد إمام الشريف كان المنظر لهذه الجماعة. بدأت الخلافات لاحقا مع الظواهري ومع المجموعة ونهجها. فلم تعجبه طريقة المجموعة، ورأى أن الظواهري أخفق المرة تلو الأخرى.
يقول سيد إمام الشريف:
جاءوا سنة 1992، يريدون أن يقوموا بعمليات في مصر ، “جماعة الجهاد” ، قلت لهم أنتم أضعف من هذا، فلاتدخوا في محرقة لستم بحجمها، قلت لهم إبذلوا الآن مجهودكم في الدعوة ونشر الفكر وهذه الأشياء، وهذا هو الشي المجدي في هذه المرحلة، ولكن لا تدخوا في صدام أنتم غير مؤهلين له.
قلت لهم يا إخواننا الجهاد في مصر ليس واجبا عليكم، إلا من لديه إستعداد ليتطوع ويعمل شيئا، ولديه القدرة من دون أن يؤذي أحد فلا بأس، ولكن ليس واجبا، لماذا؟ لأن ربنا قال (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعف فليكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين، وليكن منكم ألف يغلبوا ألفين).
ففي حال الضعف وعدم القدرة فإن الحد الأدنى من النسبة العددية، واحد منك مقابل إثنين منهم ، أنتم كم عددكم، والحكومة المصرية كم عددها؟ ماهي إمكانياتك وماهي إمكانياتهم؟ ، يعني هذه حرب غير متكافئة.
خالد بن الوليد عندما رأى أنه دخل في حرب غير متكافئة إنسحب مع جيشه فورا، وأنا كاتب هذا كله في كتبي، كان في غزوة مؤتة، النبي محمد (ص) أرسل جيش مؤتة وعمّر على هذا الجيش الصحابي زيد بن حارثة، وقال إنْ قُتل زيد فأميركم جعفر بن أبي طالب، وإن قُتل جعفر فأميركم عبد الله بن رواحة.
كانوا 3 آلاف مسلم مقابل 200 ألف روماني “جيش الروم” ، لم يكن هناك تكافئ عددي، فقُتل قادة الجيش الثلاثة، زيد وجعفر وعبد الله بن رواحة، فالمسلمون إصطلحوا أن يعمّروا عليهم خالد بن الوليد، وخالد رجل يحسبها جيدا من الناحية العسكرية، فقال إن أفضل خيار هو أن أنسحب بهذا الجيش، فأنقذ جيش المسلمين من التهلكة لأنني لن أستطع فعل شيء، فأفضل شيء هو أن أحافظ على الناس الذين معي، فعمل خالد حيلة كي ينسحب بأقل خسائر ممكنة، وغيّر مواقع قواته، المؤخرة أتى بها للمقدمة، ومن في اليمين نقله إلى اليسار، فصحي الناس صباحا “عساكر الرومان” فرأوا أمامهم وجوها غير التي رأوها والتي إعتادوا عليها أمس، فظنّوا أنه جائهم مدد، وهرب الرومان ، وخالد بن الوليد رجع إلى المدينة وأنقذ الجيش، فسمى رسول الله (ص) العمل الذي قام به خالد بـ “فتح من الله”.
قال الرسول (ص) قُتل زيد فأخذ الراية جعفر، فقُتل جعفر فأخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقُتل عبد الله فأخذ الراية سيف من سيوف الله عن غير إمرة،(أي أنا لم آمره ولكن المسلمين أمروه) يتابع… عن غير إمرة حتى فتح الله عليه.
فالنبي (ص) سمى المحافظة على المسلمين من المهلكة “فتح من الله”، وسمى خالد بن الوليد “سيف الله”.
ويتحدث سيد الإمام عن أيمن الظواهري:
أيمن الظواهري تاريخه الفشل بعد الفشل بعد الفشل، لم يفلح في شيء، فأنا عندما أكوّن فكرة عن شخص، بأن هذا الشخص لن يأتي منه الخير، فلا تأتي الأحداث بعد ذلك إلا لتؤكد هذه الفكرة.
الظواهري ليس لديه قدرة، ولا عنده كذا، وكل الناس يعلمون أن قدراته محدودة، وهو يعوض هذه الأشياء بالبيانات الإعلامية.