دبي، 6 أغسطس 2013 ، أخبار الآن – بالتزامن مع تسلم الرئيس الجديد حسن روحاني مقاليد الحكم في إيران، تتركز الأنظار المحلية والدولية على أدلة ملموسة تكشف تغير جلي في الطريقة السلبية التي تنتهجها إيران في علاقاتها الدولية .. ووحدها الخطوات المدروسة وصيغة المفاوضات من تحدد قدرة روحاني على توجيه السياسة الإيرانية إلى المسار الإيجابي والصحيح.
الرئاسة في إيران تشبه في الواقع موقف رئيس الوزاء في بلدن عدة .. وهو موقف تنفيذي تحت إمرة ومراقبة مستمرة من المرشد الأعلى علي خامنئي، الرئيس يمتلك سلطة واسعة بلا شك، مع ذلك فان خامنئي، الذي يتمتع بأرفع منصب سياسي في إيران لديه الكلمة الاخيرة في صنع القرار السياسي، سواء كان محليا أو خارجيا.
طهران التي تترنح تحت وطأة العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووية، دفع سوء إدارتها الإقتصادية البلاد إلى حافة الإنهيار الكلي .. لتتشكل على إثرها تحديات تواجه الرئيس الجديد ممثلة بالإصلاح الإقتصادي وترميم العلاقات الدولية، وتحقيق ذلك منوط بالسلطة الممنوحة لروحاني لمواجهة هذه التحديات في وقت واحد.
الأمر الذي دفع المراقبين إلى الإشارة ان روحاني سيدع المسائل الداخلية لمعسكر المحافظين للتركيز على إعادة علاقات طهران مع العالم إلى مسارها الصحيح .. وإذا كان هذا هو المشهد في إيران ، سيكون دورها في المنطقة محط تركيز الرئيس الجديد، وهذه المسألة بالذات أظهرت نفاق طهران وتلاعبها بالقضايا المتعلقة بالبحرين وسوريا ومصر.
ففي وقت سابق، قام وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية بشتم الجيش المصري بعد وفاة ستة وثلاثين شخصاً من مثيري الشغب أثناء مهاجمتهم عناصر الأمن في مقر الحرس الرئاسي .. بيد أن نفاق طهران بدا وتكشف بوضوح للجميع حين تجاهلت مسؤوليتها الجنائية بعد مقتل أكثر من مئة ألف سوري بدعم إيراني، ما وضعها في موقف يعذر عليها إنتقاد مصر فيه.
لكن هذا ما تتقنه إيران .. انتقاد الشعب المصري لإختياره الأمن والإستقرار على حساب الإرهاب، في حين تطل بوجهها الحقيقي بدعمها للنظام السوري في محاولاته لتدمير البلاد ، وما يزيد الوضع الإيراني تعقيداً هو فشلها بالتعامل مع الإحتجاجات الداخلية ما يؤكد عجزها عن الحديث عن الشأن الداخلي لدول المنطقة والتدخل بشؤونها.
دول العالم لم تشهد منذ أيام إيطاليا الفاشية دولة كبيرة تستخدم ميليشياتها المدنية لضرب وقتل مواطنيها في الشوارع كما يفعل النظام السوري بغطاء إيراني .. كاشفاً بذلك عن وجه طهران الحقيقي .. وسواء عمل روحاني على تغيير سياسة طهران حيال الأحداث الجارية في مصر .. ستراقب الدول المجاورة والمجتمع الدولي ما ستؤول إليه الأمور في الأشهر القليلة القادمة.
من مدينة أبها السعودية معي الأستاذ محمد آل زلفى عضو مجلس الشورى السعودي سابقاً.