دبي، 28 أغسطس 2013، م. نورالدين، أخبار الآن – سجلت الهند يوم الاثنين الماضي احتجاجا قوي اللهجة ضد ايران بسبب حجزها باخرة هندية هذا الشهر. وكانت قوات الحرس الثوري الايراني باعتراض واحتجاز ناقلة النفط الهندية خلال ابحارها عبر مياه دولية حاملة على متنها نفط خام من البصرة في العراق. وحجة ايران في انتهاكها سيادة الباخرة التي كانت ترفع العلم الهندي، كان اتهام الناقلة بتلويث مياه الخليج العربي خلال عبورة. ماهي حقيقة الأمر؟

في ١٣ من اغسطس/آب، قامت القوات الايرانية باعتراض ناقلة النفط الهندية ام تي دش شانتي، خلال ابحارها عبر مياه دولية في الخليج العربي. الاعتقال القسري للسفينة الهندية التي انطلقت من البصرة حاملة على متنها ١٤٠،٠٠٠ طن من النفط العراقي، كان يستند على اتهام السفينه بتلويث مياه الخليج

بعد تغيير اماكن الناقلة عدة مرات من أجل تفتيشها بدقة، وبعد عدم العثور على أي شيء، فإن السلطات الايرانية لاتزال تحتجز السفينة وحمولتها الى أن تقوم الهند بارسال خطاب تعهّد لإيران تصل قيمته لمليون دولار أمريكي. تقوم السلطات الايرانية باختلاق المشاكل للهند، وذلك لأن خطابات التعهد لايمكن منحها الا للدول الغير معاقبة اقتصاديا، اما ايران فعليها عقوبات.

قامت وزيرة الخارجية الهندية سوجاثا سينغ باستدعاء السفير الايراني غُلام رزا انساري وسلمته رسالة احتجاج قوية حول احتجاز الناقلة. كانت تأمل الهند بأن يتم الافراج عن الناقلة بدون اثارة استياء العامة، لكن الايرانيين لم يتجاوبوا.

وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الهندية سيد اكبرالدين في رد رسمي:”نقلت وزيرة الخارجية الهندية قلق الحكومة لاحتجاز ناقلتنا في ميناء بندر عباس، وتأمل حكومة الهند بأن يتم الافراج عن الناقلة في أقرب وقت وأن تتم معاملة طاقم الناقلة باهتمام وكياسة مع مراعاة الاعراف الدولية.”

من غير المستغرب في أن تقوم إيران باهانة الهند من خلال خرق المعاهدات التجارية والتدخل في الشؤون التجارية للعراق ايضا، في نفس الوقت الذي تقوم به بمحاولة اصلاح علاقاتها الدبلوماسية مع الهند.

مع ارتفاع وتيرة العقوبات الدولية ضد ايران بسبب خرقها معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية، حل العراق محل ايران كمورّد للنفط تاركا ايران بحالة غضب، وتاركا الحرس الثوري الايراني الذي يتحكم بالكثير من تجارة ايران النفطية، تحت ضغط مالي.

إن هدف إيران من وراء هذه المناورة العدائية في حجز سفينة ذات سيادة وخطفها ضمن مياه مفتوحة، يهدف إلى معاقبة الهند بسبب خفضها استيراد النفط الايراني استجابة للعقوبات الدولية، وايضا من أجل جعل الهند تتجاوز العقوبات بواسطة منح ايران خطاب التعهد خارج حدود القانون الدولي.

على الرغم من أن إيران تدعي أن السفينة الهندية كانت تلوث البحر، لم يتم اكتشاف اي خروقات خلال التفتيش الأولي. المسؤولون في الحرس الثوري الايراني قرروا الاستمرار بحجز ناقلة النفط ظاهريا من أجل ارسال رسالة الى العراق والهند. الرسالة الى العراق هي اظهار الولاء لسلطة ايران الاقليمية. اما الرسالة إلى الهند فهي اذا لم تأخذ الهند النفط الايراني فستقوم ايران بجعل حصولها النفط من أماكن أخرى أمرا صعبا.