كابول، أفغانستان 12 أكتوبر، وكالات، أخبار الآن- يستأنف وزير الخارجية الاميركي جون كيري والرئيس الافغاني حميد كرزاي محادثاتهما السبت
بعد ان تمكنا من تقريب مواقفهما الجمعة في كابول سعيا لابرام اتفاق حول الوجود العسكري الاميركي في افغانستان بعد انسحاب القوات الاطلسية بنهاية 2014.
وقال دبلوماسي اميركي ان الطرفين اقرا صراحة بخلافاتهما لكن اجواء المحادثات كانت بناءة.
وتتفاوض الولايات المتحدة منذ قرابة السنة مع الرئيس كرزاي بشأن اتفاقية امنية ثنائية تحدد اطر بقاء قوة اميركية في افغانستان بعد انتهاء مهمة قوات الحلف الاطلسي في 2014. لكن مؤشرات الاستياء التي عبر عنها كرزاي تكثفت في الاشهر الاخيرة لجهة مضمون هذه المحادثات.
وقد التقى جون كيري الذي وصل عصر الجمعة الى كابول في زيارة مفاجئة، الرئيس الافغاني وتناول الغداء معه خلال ما يقرب من ثلاث ساعات في القصر الرئاسي.
حتى ان الرجلين اللذين يعرفان بعضهما جيدا قاما معا بنزهة لعشر دقائق في باحة المبنى الرائع كما روى مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية.
ولا يخفي مسؤولو الخارجية الاميركية ان المفاوضات التي بدأت منذ اشهر “معقدة” لكن مساء الجمعة “تقلصت الخلافات بشأن غالبية واسعة من المسائل العالقة” كما اكد احدهم.
وترغب الولايات المتحدة في الاسراع بانجاز اتفاق بحلول موعد اقصى حدده الرئيس اوباما ونظيره الافغاني في نهاية تشرين الاول/اكتوبر.
وصرح دبلوماسي اميركي اخر في الطائرة التي اقلت كيري الى كابول في ختام جولة لعشرة ايام في آسيا، ان ابرام “اتفاق ليس مجرد امر منشود فحسب بل ممكن انجازه” قبل 31 تشرين الاول/اكتوبر.
وبحسب هذا المسؤول فان الوزير الاميركي لم يتوقع ابرام اتفاق السبت قبل مغادرته افغانستان متوجها الى باريس ثم لندن.
ويعقد كيري وكرزاي مجددا اجتماعا اليوم السبت يعقبه مؤتمر صحافي.
وتتعلق احدى نقاط الخلاف بمطالبة واشنطن بحصانة قضائية لجنودها.
ففي العراق كانت الولايات المتحدة تعتزم ابقاء قوة بعد العام 2011 لكنها سحبت في نهاية المطاف كافة قواتها لان بغداد رفضت منح الحصانة القضائية للقوات الاميركية.
وفي خصوص هذه المسألة الحساسة جدا كما في خصوص مسائل اخرى حذر الرئيس كرزاي الاثنين انه “ما زال غير راض” عن المحادثات مع الولايات المتحدة التي ما زالت مع ذلك تدعمه منذ تسلمه الحكم بعد سقوط نظام طالبان قبل اثني عشر عاما.
وكان كرزاي اكد محذرا “ان الافغان يريدون ان يكونوا حلفاء الاميركيين والغربيين لكن هذه الاتفاقية يجب ان تصون مصالح افغانستان”.
حتى ان المتحدث باسمه ايمال فائزي حذر من ان هذه الاتفاقية مهددة بالمطالب الاميركية “غير المقبولة” بنظر كابول لجهة العمليات العسكرية ضد المتمردين الاسلاميين او تنظيم القاعدة.
وقد شهدت علاقة كرزاي بالولايات المتحدة وحلفاء اجانب اخرين تقلبات كثيرة منذ تولى السلطة عام 2001، فاثار الغضب الدولي بانتقاده الجهود العسكرية الدولية لمكافحة طالبان.
وقال احد الدبلوماسيين الاميركيين “من الواضح ان الحكومة الافغانية تركز على اتفاق يستجيب لحاجات الشعب الافغاني الامنية. ونحن نركز على اتفاق يوفر الحماية لقواتنا واطارا ضروريا للولايات المتحدة وحلفائنا”.
وفي خصوصا احتمال ابقاء قوة في افغانستان بعد 2014، شدد هذا الدبلوماسي على القول انه “كلما طال الوقت كلما اصبح ذلك صعبا للتخطيط”.
وعبر بشكل خاص عن قلقه من احتمال ان “يضعف ذلك تصميم حلفائنا في الحلف الاطلسي” في ما يتعلق افغانستان.
ويعتبر التوصل الى اتفاق امرا ملحا لاسيما مع اقتراب موعد انسحاب حوالى 87 الف جندي من الحلف الاطلسي من افغانستان مع نهاية 2014 . وهذا الرحيل يثير مخاوف من موجة عنف جديدة في بلاد تواجه حرب عصابات دامية من قبل الاصوليين في حركة طالبان.
فضلا عن ذلك فان هذا الانسحاب سيجري في ظرف سياسي حساس حيث من المقرر ان تجرى انتخابات رئاسية في الخامس من نيسان/ابريل المقبل، لن يخوضها الرئيس كرزاي (55 عاما) لان الدستور لا يخوله الترشح لولاية ثالثة.
واعتبر دبلوماسي في الخارجية الاميركية ان هذا الاقتراع “عملية داخلية في افغانستان” و”من غير المرجح ان يتدخل وزير الخارجية الاميركي في الجوهر”.