دبي, الإمارات العربية المتحدة, متفرقات, أخبار الآن –
لا يخلو العيد من طرائف، خصوصا تلك التي يكون الخروف فيها هو البطل، لأنه نجم هذه الأيام حتى ولو كانت نجومية مهلكة تنتهي في أفواه الآكلين الذين يضحون به كما جرت السُنة، غير أنك قد تصادفه هاربا في «الفريج»، وقد تراه راكبا على سيارة «بيك اب» في طريقه إلى مصيره المهلك، وتبقى أفضل صورة يمكن أن تراه فيها عندما يكون متربعا فوق صينية «العيش»، فليس هناك ألذ من طعمه وهو طازج وبالطريقة المحلية.
وأمس، أثار أحد هذه المخلوقات رعبا وهرجا ومرجا وهو يقطع الشوارع هاربا من مصيره المحتوم، فإن هو نجا من سكين القصاب فلن ينجو من السيارات المتزاحمة التي يناطحها ويصعد فوقها مثيرا فوضى جعلت الجميع يسعون لإمساكه والقبض عليه وتسليمه للقصاب بعد أن حطم سياراتهم، وأثار المشاكل بينهم، ووجدتني أشفق عليه وأحاول إنقاذه وتخبئته من مصيره المحتوم، لكن المسكين لم يفهم أبدا أنني أحاول مساعدته فنطحني ليزيحني من طريقه، وأكمل الفوضى التي كان يثيرها وفر من المكان ولا أعرف إلى ما انتهى مصيره.
وفي هذا العيد في هذا الزمان تجد الأطفال حريصين على الحصول على العيدية وهم يعرفون قيمتها، لدرجة أن خمسة دراهم لم تعد كافية، وقد يتهمونك بالبخل والشح إن كانت أقل من خمسين درهما أو على الأقل عشرين، ولا بد أن تكون من الأوراق النقدية الحديثة الجديدة التي لم تفقد رائحتها المميزة بعد، والتي لم تطو أو تثنى بعد.
وفي نهاية يوم أمس، جلست أحاول أن اقتسم الغنيمة التي حصلت عليها ابنتي ذات الخمسة أعوام من العيدية، وحاولت إقناعها بأن تعطيني «الفكة» لأعطيها ورقة صحيحة، غير أنها كانت أكثر ذكاء مني وأقنعتني بأن أعطيها أوراقا نقدية زرقاء صحيحة ليكتمل لديها المبلغ ويكون رقما صحيحا أيضا.
وفي العيد، يكثر الزوار والضيوف، وتلك مسألة جميلة؛ لأن فكرة العيد أن يكون هناك تواصل وصلة رحم وعلاقات اجتماعية بين الناس، غير أنه جاءني زائر ثقيل الظل، فهو لا يزال جالس في مجلسنا منذ أول أيام العيد وأخاله سيكمل اليوم الثالث، وهذه من سنن العرب قديما، غير أنني اعتقدت أنها سنة انقرضت مع انقراض الكرم العربي الأصيل.
وأخيرا.. على الرغم من الحملات التي تقوم بها الشرطة والجهات الأمنية لمنع «الشلج» والألعاب النارية التي وإن كانت تعتبر طقسا من طقوس العيد، وتعبيرا عن الفرحة، غير أن مضارها أكبر وأخطر وفي كل عيد نسمع عن عدد الإصابات والعاهات التي سببتها هذه الألعاب الخطيرة..