دبي ، الامارات ، 16 نوفمبر ، أخبار الآن –
في السنوات الأخيرة تطرقت عدة أعمال سينمائية إلى فكرة دمار الأرض وإنتهاء الحياة عليها بسبب التغيرات المناخية. التطرق إلى هذه الفكرة زاد بسبب شواهد علمية على تغيرات في المناخ وإرتفاع لدرجات الحرارة. يلاحظ العلماء زيادة في الكوارث الطبيعية على رأسها الأعاصير في الأعوام القليلة الماضية ومدى الدمار الذي تلحقه بالبلاد التي تضرب فيها. ولعل خير مثال حديث على ذلك هو إعصار هايان الذي ضرب الفيليبين ودمر مناطق واسعة وأودى بحياة الألاف وشرد الملايين.
ما لا يعرفه كثيرون أو زيادة عدد الأعاصير وقوتها فضلاً عن الكوارث الطبيعية الأخرى مرتبط بسلوكيات البشر الضارة بالبيئة وغير العابئة بالأخطار التي قد تسببها للعالم. الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وفي تقرير صدر عنها عام ألفين وسبعة ذكر أنهه من المحتمل إستناداً الى عمليات المحاكاة أن تكون الأعاصير في المستقبل أكثر قوة ودراً للأمطار.
ويشير خبراء إلى أن إرتفاع الحرارة على سطح المحيطات سيشكل مصدر طاقة أكبر للأعاصير وسيكون هناك مَيل الى هبوب أعاصير أكثر عنفا وقوة. كما ذكروا أن إرتفاع الحرارة عند القاعدة سيغذي ظاهرة تبخر أكبر والمزيد من الأمطار، واذا كانت الحرارة أعلى ستكون لدينا هناك كمية أكبر من المياه في الغلاف الجوي ولهذا يمكن توقع أمطار غزيرة وأقوى في عالم ترتفع حرارته. إستناداً إلى هذه المعطيات يقول هؤلاء الخبراء إنه يمكن القول بالفعل إن ثمة آلية تؤدي الى أعاصير أقوى.
ترى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن هناك رابطاً بين ما يشهده العالم من أحوال مناخية شديدة، وبين التغيرات العالمية في المناخ، والمتمثلة في ظاهرة الدفء العالمي الناتجة عن الاحتباس الحراري. هذا الرأي تدعمه وكالة حماية البيئة الأمريكية، والعديد من علماء الطقس والمناخ، والذين يربطون بشكل مباشر بين ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وبين زيادة معدلات حدوث أعاصير من الفئتين الرابعة والخامسة، وهما أعلى فئتين في تصنيف شدة الأعاصير.
تشير تقديرات اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، الصادرة عام 2011، إلى أن الظروف المناخية الشديدة تسببت خلال الفترة الممتدة من عام 1980 إلى عام 2010، في أضرار وخسائر اقتصادية سنوية، تراوحت ما بين بضعة مليارات إلى أكثر من 200 مليار دولار في العام الواحد، وبلغت أقصاها في عام 2005، وهو العام الذي ضرب فيه إعصار كاترينا سواحل والولايات الأميركية الجنوبية
أخطار محدقة بالعالم بسبب زيادة معدلات الكوارث الطبيعية على رأسها الأعاصير. علماء يربطون بين هذه الزيادة والإحتباس الحراري ليكون بذلك البشر هم السبب الرئيس في الكوارث الطبيعية التي تحدث لهم.