موقديشو، الصومال ، 21 نوفمبر، وكالات، أخبار الآن-
أطلقت الحكومة الصومالية في الآونة الأخيرة مبادرة طموح تهدف إلى إلحاق مليون ِطفل ٍبالمداس على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.والتحق 33 ألفَ تلميذ بالمدارس حتى الآن في إطار مبادرة التعليم المجاني معظمهم في العاصمة مقديشو.وكان التعليم ُمن أكثر القطاعات تضررا خلال سنوات الحرب الأهلية بالصومال وإبان سيطرة َحركة الشباب الإسلامية على البلد.في حين لا يلتحق بالمدارس في الصومال إلا نحو 40 في المئة فقط من الأطفال في سن التعليم.
وتلاقي المبادرة الحكومية ثناء كبيرا من المواطنين. وقالت صومالية تدعى فادومو سياد في مخيم للنازحين بحي هامار جاجاب في العاصمة مقديشو “ثلاثة من أطفالي يذهبون إلى المدرسة الآن. كانوا سابقا لا يفعلون سوى لعب الكرة والتجول في الأنحاء. لكني سعيدة جدا منذ بداية تلك المبادرة. ألحقتهم بالتعليم المجاني ويذهبون إلى المدرسة في الفترة الثانية من 12 ظهرا إلى الخامسة عصرا ويحققون تقدما.”
أطلقت الحملة الحكومية في سبتمبر أيلول بمساندة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمات أخرى.وقال محمد عبد القادر نور المدير العام بوزارة التعليم الصومالية “هذه مبادرة ضخمة. إذا كنا نريد أن نحل مشاكل هذا البلد فسنحتاج إلى تعليم الجيل الجديد.”
وأضاف “ثمة مثل يقول إنك إذا أردت أن تفعل شيئا نافعا بعد عام فازرع ذرة وإذا أردت أن تفعل شيئا نافعا بعد عشر سنوات ازرع شجرة ضخمة ولتكن شجرة مانجو. لكن إذا أردت أن تفعل شيئا نافعا في حياتك فوفر التعليم للناس.”ودمرت معظم المدارس في الصومال خلال الصراع ولكن المدارس الخاصة تتعاون مع المبادرة الحكومية بفتح أبوابها لتلاميذ التعليم المجاني في فترة الظهيرة.وثمة عقبة أخرى تعترض سبيل المبادرة.
فرغم مجانية التعليم ما زال كثير من أولياء الأمور لا يستطيع الإنفاق على شراء الأدوات المدرسية لأطفاله.ورغم ذلك يسود شعور بالتفاؤل.وقال محمد أحمد هيراني ناظر مدرسة كاران في مقديشو “التلاميذ زهور ومنظرهم يسر العين. لم نكن في هذا الحي نرى أطفالا بالزي المدرسي يحملون حقائب وكتبا ويتوجهون إلى المدارس. لكن الأمر تغير وبتنا نرى كثيرا من التلاميذ يحملون كتبا ويحصلون على تعليم. إنه منظر رائع ونحن فخورون بذلك.” وما زال الوقت مبكرا لتقييم مدى نجاح المبادرة لكن الإقبال على المدارس يشير إلى أنها خطوة في الاتجاه الصحيح.