أنفرة ، 28 يناير 2014 ، أ ف ب –
اعلن الرئيس التركي عبد الله غول الاثنين انه يتوقع من فرنسا الا تعرقل عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، وذلك في اليوم الاول من زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى انقرة.
من جانبه حاول هولاند تبديد المخاوف التي قد يثيرها انضمام محتمل لتركيا الى الاتحاد الاوروبي مؤكدا انه ستتم استشارة الفرنسيين في استفتاء حول هذه المسالة.
وقرر الاتحاد الاوروبي في تشرين الاول/اكتوبر استئناف مفاوضات الانضمام مع تركيا بعد شلل استمر ثلاث سنوات، وفتح فصلا جديدا من التفاوض مع انقرة.
وقال غول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هولاند الذي عارض سلفه نيكولا ساركوزي ترشيح تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي “نتوقع من فرنسا الا تعرقل سياسيا” هذه العملية.
وقال هولاند في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره التركي “لا جدوى من زيادة اي مخاوف كانت، ستتم استشارة الشعب الفرنسي في مطلق الاحوال”.
واضاف الرئيس الفرنسي “هناك عملية بدات وهذه العملية يجب ان تستمر مع المواضيع الاكثر صعوبة”، مشيرا خصوصا الى “الفصل بين السلطات” والى “استقلال القضاء”.
ورفعت باريس الفيتو عن فتح هذا الفصل المخصص للسياسات الاقليمية في تشرين الاول/اكتوبر 2013 ما ادى الى تحسن العلاقات بين البلدين.
وتركيا مرشحة رسميا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي منذ 1999، لكن عملية التفاوض التي انطلقت العام 2005 كانت الاكثر بطئا التي يجريها الاتحاد مع دولة مرشحة.
واصطدمت العمليات بتحفظات باريس وبرلين على ضم دولة تعد 76 مليون نسمة غالبيتهم من المسلمين، وعدم التوصل الى حل ازمة قبرص التي تحتل انقرة شطرها الشمالي منذ العام 1974.
ومنذ انتخابه في العام 2012، اكتفى هولاند بالاشارة الى ان مسالة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لن تطرح خلال ولايته لان الاوروبيين استبعدوا حصول ذلك قبل العام 2020.
ويسعى هولاند الذي بدا اليوم الاول من زيارة دولة الى تركيا، الى طي صفحة العلاقات الثنائية الصاخبة واعطاء زخم للمبادلات الاقتصادية، على الرغم من الازمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد.
وهذه الزيارة غير المسبوقة منذ تلك التي قام بها الرئيس الراحل فرنسوا ميتران في 1992، ستكون الاولى لهولاند الى الخارج منذ اعلان انفصاله عن شريكة حياته فاليري تريرفيلر التي وصلت ليل الاحد الاثنين الى الهند حيث ستقدم دعمها للمنظمة غير الحكومية “العمل ضد الجوع”.
وتاتي زيارة هولاند في فترة تشهد فيها تركيا توترا سياسيا كبيرا.
ففي الاسابيع الاخيرة رد نظام رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بقسوة على الملاحقات القضائية بحق عشرات من المقربين من الحكومة الاسلامية المحافظة للاشتباه بتورطهم في قضايا فساد، وقام بعمليات تطهير غير مسبوقة في اوساط القضاء والشرطة.
وكان رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو دعا رئيس الوزراء التركي الثلاثاء اثناء زيارته الى بروكسل الى “مواصلة الاصلاحات الضرورية” بغية ضمان احترام دولة القانون في تركيا.
وتعتبر بروكسل هذا الامر شرطا لازما لاي انضمام محتمل لتركيا الى الاتحاد الاوروبي. لكن الهدف ما زال بعيد المنال ولا تزال الطريق طويلة امام المفاوضات التي بدأت في 1999.
وكان اردوغان اعتبر رفض الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لعضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي بمثابة اهانة، وما زاد من فتور العلاقات، التصويت على قوانين فرنسية تعترف بابادة الارمن في ظل الامبراطورية العثمانية، او تعاقب على انكارها.
وفي الواقع فان الموقف الفرنسي قد يكون له انعكاسات كبيرة على المبادلات التجارية التي ستكون في صلب مباحثات اليوم الثاني لهذه الزيارة التي ستتخللها سلسلة لقاءات مع اوساط الاعمال التركية في اسطنبول.
فنتيجة الفتور في العلاقات في ظل رئاسة ساركوزي تدهورت حصة السوق الفرنسية في تركيا من 6 الى 3% بين 2009 و2012، فيما تضاعف اجمالي الناتج الداخلي للفرد في تركيا ثلاثة اضعاف بين 2002 و2012. وفي ما يتعلق بهذه النقطة، اشير في اوساط الرئيس الفرنسي الى ان باريس عازمة على القيام “بعمل يعوض عما فات”.
وفي دلالة على اهمية هذه الزيارة، يرافق هولاند في هذه الزيارة سبعة وزراء بينهم وزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الاصلاح الانتاجي ارنو مونتبور والدفاع جان ايف لودريان، اضافة الى وفد مؤلف من نحو اربعين شخصا من المسؤولين في المجال الاقتصادي ومدراء شركات.
فبعد سنة مثمرة عموما في 2013 بالنسبة للشركات الفرنسية مع ابرام عقود بقيمة 15 مليار يورو في تركيا، ستوقع اثناء الزيارة سلسلة اتفاقات في مجالات النووي المدني والبنى التحتية ومكافحة التزوير.