فنزويلا ، 26 فبراير ، 2014 ، وكالات –
يُطلق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليوم الذي يواجه حركة احتجاج منذ ثلاثة اسابيع تخللتها اعمال عنف، حوارا وطنيا لكن بدون مشاركة ابرز شخصية في المعارضة.
ولم يقدِم الوريث السياسي للرئيس الراحل هوغو تشافيز اية تفاصيل حول هذا المؤتمر “من اجل السلام” الذي دُعيت اليه “كافة التيارات الاجتماعية والسياسية والنقابية والدينية”.
لكن انريكي كابريليس المرشح الخاسر خلال الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل امام مادورو، اعلن انه لن يشارك بسبب “اكاذيب” الرئيس وقمع الشرطة للمتظاهرين. وفي كانون الاول/ديسمبر دعا مادورو رؤساء البلديات وحكام المعارضة الى حوار حول موضوع انعدام الامن لكن لم يتابعه. الا ان الرئيس مقتنع بانه “سيتم التوصل الى اتفاقات كبرى” خلال هذا المؤتمر.
وياتي هذا المؤتمر غداة مسيرة جديدة دعا اليها الطلاب الفنزويليون لكنها لم تحشد اعدادا كبرى ما يدل على تلاشي حركة الاحتجاج بعد ثلاثة اسابيع.
وظهر الثلاثاء حضر عشرات الشبان فقط ما يؤكد تراجع التعبئة التي سجلت في الايام الماضية رغم ان الصدامات مع قوات الامن تواصلت. والحصيلة منذ بدء حركة الاحتجاج بلغت 14 قتيلا بينهم ثمانية على الاقل بالرصاص و140 جريحا.
وعبر شبكات التواصل الاجتماعي دعا قادة التحرك الذي اطلق في 4 شباط/فبراير الى التظاهر في حي مرسيدس شرق العاصمة. وانتهت التظاهرة امام السفارة الكوبية احتجاجا على تدخل هذا البلد القريب جدا من الحكومة الفنزويلية.
والتظاهرات التي يدعمها قسم من المعارضة، ركزت في بادئ الامر بشكل اساسي على ارتفاع معدلات الجريمة ثم توسعت الى مطالب اخرى تتعلق بالازمة الاقتصادية والنقص في المواد الغذائية والمنتجات الاساسية او قمع الشرطة.
ويطالب المتظاهرون ايضا بالافراج عن اشخاص اعتقلوا خلال هذه التظاهرات بينهم ليوبولدو لوبيز المحتجز منذ اسبوع والمتهم بالتحريض على العنف.
وهذه الحركة الاحتجاجية جمعت 50 الف شخص السبت بدعوة من ابرز شخصية لدى المعارضة انريكي كابريليس فيما البلاد تعد رسميا 2,6 مليون طالب.
والثلاثاء عادت الحياة الى طبيعتها في كراكاس. وفتحت المتاجر والادارات ابوابها فيما بقيت بضعة شوارع فقط مغلقة بالحواجز التي اقامها شبان مقنعون.
وامام “القلق” الذي عبرت عنه واشنطن، اعلن مادورو عن ارسال سفير الى الولايات المتحدة سريعا فيما لم يتبادل البلدان السفراء منذ العام 2010 وكان التمثيل يقتصر على مستوى قائم بالاعمال.
وما يدل على العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين البلدين، طردت الولايات المتحدة الثلاثاء ثلاثة دبلوماسيين فنزويليين ردا على طرد ثلاثة موظفين قنصليين من القنصلية الاميركية في كراكاس الاسبوع الفائت.
وهذا التدبير كان متوقعا منذ اسبوع بعدما عمدت فنزويلا الى طرد ثلاثة دبلوماسيين اميركيين اتهمتهم بدعم المتظاهرين المناهضين للحكومة. واعتبرت واشنطن ان هذه الاتهامات “كاذبة ولا اساس لها”.
وخلال اسبوع، ارتفعت وتيرة التوتر بين البلدين واعلن الرئيس باراك اوباما ان العنف بحق المتظاهرين الفنزويليين “مرفوض”، الامر الذي اعتبرته كراكاس “تدخلا سافرا” في شؤونها الداخلية.