الولايات المتحدة، 26 فبراير 2014، ا ف ب –
حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره حميد كرزاي انه يعد لانسحاب عسكري كامل من افغانستان مع نهاية 2014، مع افساحه المجال امام احتمال توقيع الاتفاق الامني الثنائي في شان الوجود الاميركي في هذا البلد في وقت لاحق هذا العام.
وقال البيت الابيض في بيان ان الرئيس اوباما طلب من البنتاغون اعداد خطط للاستعداد لامكان القيام بانسحاب مع نهاية العام، وذلك اثر اتصال هاتفي اجراه اوباما بكرزاي.
ومنذ اشهر، يرفض الرئيس الافغاني توقيع الاتفاق الامني الذي يشكل اطارا للوجود الاميركي في هذا البلد بعد انتهاء المهمة القتالية لقوة الحلف الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر. وقد اعلن انه سيترك هذا الامر لخلفه الذي سينتخب في نيسان/ابريل.
واوضح البيت الابيض ان “الرئيس اوباما ابلغ الرئيس كرزاي انه ما دام قد كشف ان توقيعه الاتفاق امر غير مرجح، فان الولايات المتحدة ستتخذ اجراءات اضافية تمهيدا” لانسحاب كامل.
وسارع وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الى الاعلان انه اصدر اوامره لتنظيم “انسحاب على اكمل وجه في حال قررت الولايات المتحدة عدم الاحتفاظ بجنود بعد 2014″، وذلك بعد 13 عاما من تدخل عسكري اعقب اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 وهدف الى الاطاحة بنظام طالبان الذي شكل مظلة حماية لزعماء القاعدة وفي مقدمهم اسامة بن لادن.
لكن انسحابا اميركيا كاملا من افغانستان قد يفتح الباب امام فصول دامية جديدة في هذا البلد حيث تعول السلطة المركزية في شكل كبير على المساعدة الدولية، سواء مدنيا او عسكريا. وبلغت كلفة تمويل القوات الافغانية العام 2013 6,5 مليارات دولار دفعت منها واشنطن 5,7 مليارات.
وكان البيت الابيض شدد في وقت سابق على وجوب توقيع الاتفاق الامني الثنائي الذي صادق عليه مجلس اللويا جيرغا التقليدي قبل نهاية العام 2013، وذلك على وقع علاقة متوترة مع كرزاي.
واكد البنتاغون يومها ان الاشهر الثمانية الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية في افغانستان لن تكون كافية لوضع خطط تتصل بنشر نحو 15 الف جندي اميركي. وحتى نهاية كانون الثاني/يناير، كانت الولايات المتحدة تنشر 34 الف جندي في هذا البلد مقابل 19 الفا لبقية الدول المشاركة في قوة ايساف الدولية.
لكن المشكلة على الصعيد اللوجستي لن تبرز فعلا الا “مع بداية الصيف”، وفق ما اعلن رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي اخيرا.
والثلاثاء، اوضح اوباما لكرزاي انه “في الوقت نفسه، وفي حال السير بالاتفاق الامني الثنائي والتزام الحكومة الافغانية شراكة (مع الولايات المتحدة)، فان قوة محدودة بعد 2014” تبقى امرا ممكنا على ان يصب ذلك “في مصلحة الولايات المتحدة وافغانستان”، وفق البيت الابيض.
واضافت الرئاسة الاميركية “اذن، يبقى احتمال توقيع الاتفاق الامني الثنائي مع افغانستان في وقت لاحق هذا العام امرا ممكنا. ولكن، كلما طال الوقت من دون اتفاق امني، ازدادت صعوبة نشر اي بعثة اميركية” بعد 2014، محذرة ايضا من قوة “اقل حجما وطموحا”.
واعلن مكتب كرزاي الذي اكد حصول المكالمة الهاتفية التي استمرت اربعين دقيقة، ان اوباما كرر دعوة الرئيس الافغاني الى توقيع الاتفاق الامني قبل الانتخابات الرئاسية، وقد رد عليه الاخير ان الافغان يرغبون في اتفاق مماثل لكنهم يريدون اولا عملية سلام مع متمردي طالبان.
وحظي موقف اوباما بتاييد اثنين من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين ينتقدون عادة سياسته الخارجية. وفي هذا السياق، اعتبر جون ماكين ان كرزاي “يكون قد غادر السلطة خلال شهرين وعلينا (عندها) ان نتوجه الى الحكومة الجديدة”.
وحذر ماكين ايضا من “اننا اذا انسحبنا بالكامل، فان ما حصل في العراق سيتكرر: اعلام سود للقاعدة ترفرف” فوق المدن. واكد زميله ليندسي غراهام ان “للرئيس مقاربة منطقية” للوضع، مضيفا “كلما انتظرنا الاتفاق الامني الثنائي ازدادت صعوبة وضع خطط”.