إيران، 28 فبراير 2014، رويترز –
نقلت وكالة رويترز عن ما وصفتها بـ”مصادر مطلعة” أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت تنوي إصدار تقرير رئيسي عن إيران ربما يكشف المزيد من أبحاثها التي يشتبه أن الغرض منها كان صنع قنبلة نووية لكنها أحجمت بفضل تحسن العلاقات بين طهران والعالم الخارجي.
وكان من المقرر إعداد هذا التقرير العام الماضي وكان إصداره سيغضب إيران ويعقد المساعي الرامية إلى تسوية نزاع بدأ قبل نحو عشر سنوات بسبب طموحاتها النووية وهي مساع تسارعت وتيرتها عندما تولى الرئيس الجديد حسن روحاني منصبه في آب/أغسطس الماضي.
وقالت المصادر إن الوكالة تخلت عن فكرة إصدار تقرير جديد على الأقل في الوقت الراهن. ولم يصدر تعقيب فوري من وكالة الطاقة. وقالت المصادر إنه ما من سبيل لمعرفة المعلومات التي جمعتها الوكالة منذ أصدرت تقريرا مهما عن إيران عام 2011 رغم أن أحد المصادر قال إن التقرير كان سيزيد المخاوف بشأن أنشطة طهران.
ومع تحسن العلاقات بوتيرة سريعة أبرمت ايران اتفاقا نوويا مؤقتا مع القوى العالمية الست في تشرين الثاني/نوفمبر شجبته إسرائيل ووصفته بأنه “خطأ تاريخي” لانه لم يفرض على إيران تفكيك مواقع تخصيب اليورانيوم.
وقال مصدر إنه ربما لا ينتقد المنظمة لعدم إصدار هذا التقرير في الظروف الحالية سوى إسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك أسلحة نووية.
وتأمل إيران والقوى العالمية التوصل إلى اتفاق نهائي قبل تموز/يوليو المقبل موعد انتهاء أجل الاتفاق المؤقت لكن الجميع يسلم بأن هذه المهمة صعبة للغاية.
وربما يثير قرار عدم إصدار التقرير الجديد تساؤلات عن المعلومات التي جمعتها الوكالة الدولية في العامين الماضيين بشأن ما تصفه بـ”الأبعاد العسكرية المحتملة” لبرنامج إيران النووي. وتقول طهران إن برنامجها سلمي وتنفي مزاعم غربية أنها تسعى لتطوير قدرات لصنع قنابل نووية.
وأشارت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية الموضوع إلى أن المعلومات الأحدث تضمنت تفاصيل إضافية عن أبحاث وتجارب مزعومة سبق تغطيتها في تقرير 2011.
وقال مصدر إنه لو صدر التقرير الجديد لتضمن “معلومات محدثة عن الأبعاد العسكرية المحتملة” كان من الممكن أن تعزز المخاوف.
وتضمن ملف الوكالة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 معلومات تشير إلى نشاط سابق في إيران يمكن استخدامه لتطوير سلاح نووي وربما كان بعض هذا النشاط مستمرا. ورفضت إيران هذه الاتهامات. وساعد ذلك التقرير القوى الغربية على تصعيد عقوباتها على إيران بما في ذلك حظر أوروبي فرض على مبيعات النفط في 2012.
وتحقق الوكالة منذ عدة سنوات في اتهامات بأن إيران ربما تكون قد نسقت مساعي لتخصيب اليورانيوم واختبار متفجرات وتعديل رأس صاروخ بحيث يصبح رأسا نوويا. وتقول إيران إن هذه المزاعم لا أساس لها وملفقة.
وفي تعليقه على تقرير الوكالة، قال مسؤول أميركي كبير إن تسوية مسألة الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني هي “في المقام الأول” مهمة الوكالة الدولية.
وأضاف المسؤول الأميركي في 17 شباط/فبراير “كلما بذلت إيران جهدا أكبر للوفاء بالتزاماتها مع الوكالة الدولية كلما كان ذلك أفضل لعملية التفاوض حول اتفاق شامل.. نحن لا نريد القيام بمهمة تخص الوكالة الدولية”.