طهران، 10 مارس 2014 ، وكالات –
في اطار زيارتها الاولى الى ايران، حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أمس من ان المفاوضات النووية بين طهران والقوى العظمى صعبة وغير مضمونة النجاح في التوصل الى اتفاق نهائي بشأنها. معتبرة ان الاتفاق المرحلي هام جدا لكنه ليس بأهمية الاتفاق النهائي” الذي يشكل موضع محادثات حاليا. من جهته اكد ظريف في مؤتمره الصحافي مع آشتون ان ايران”مصممة على التوصل الى اتفاق نهائي يمكن على قوله التوصل اليه في غضون الاشهر الاربعة او الخمسة المقبلة.
وقد توصلت ايران ومجموعة الدول الست المعروفة بمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) الى اتفاق مرحلي لستة اشهر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في جنيف، في خطوة أولى نحو اتفاق نهائي يضع حدا لازمة مستمرة منذ عشر سنوات حول البرنامج النووي الايراني المثير للخلاف.
وصرحت آشتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الايراني محمد جواد ظريف الذي اشادت بعمله من اجل التوصل الى اتفاق جنيف، “اننا نخوض مفاوضات صعبة مع تحديات، ولا ضمان للنجاح” لكن “علينا ان نحدد لانفسنا هدف التوصل” الى اتفاق. معتبرة “ان الاتفاق المرحلي هام جدا جدا لكنه ليس باهمية الاتفاق النهائي” الذي يشكل موضع محادثات حاليا.
ولاحقا قالت آشتون في مقابلة نشرتها المفوضية الاوروبية على موقعها الالكتروني مساء الاحد انها تشعر بان هناك دعما “في الوسط السياسي في ايران” لاحراز تقدم في المفاوضات، محذرة في الوقت نفسه من ان “هذا لا يعني اننا حكما سنتوصل الى اتفاق”.
واضافت “ولكني احسست فعلا بان الناس يريدون حصول المفاوضات واعتقد ان هذا بحد ذاته مشجع”. من جهته اكد ظريف في مؤتمره الصحافي مع آشتون ان ايران “مصممة على التوصل الى اتفاق” نهائي يمكن على قوله التوصل اليه في غضون الاشهر الاربعة او الخمسة المقبلة.
وقال الوزير الايراني “ابدينا ارادتنا الطيبة وانجزنا ما كان علينا القيام به في اطار الاتفاق المرحلي”، مضيفا ان طهران “لن تقبل بحل الا اذا اعترف بحقوقها ومصالحها” في المجال النووي.
وهي المرة الاولى التي تزور فيها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي طهران منذ زيارة خافيير سولانا في 2008، علما بان الاتحاد الاوروبي يعد طرفا اساسيا في المفاوضات النووية وتضطلع اشتون بدور مركزي في المحادثات الحالية بهدف التوصل الى اتفاق نهائي بشأن هذا الملف الشائك.
وقد بحث الدبلوماسيان ايضا موضوع سوريا حيث الوضع “مريع” بحسب اشتون و”خطر” بحسب ظريف. والتقت اشتون الرئيس حسن روحاني كما ستلتقي علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني الذي يهيمن عليه المحافظون.
ودعا الرئيس الايراني اثناء محادثاته مع اشتون الى توثيق العلاقات مع الاتحاد الاوروبي خاصة في قطاعي الطاقة والتجارة”، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الطلابية “اسنا”.
وقال روحاني ان الطرفين يمكن كذلك ان يتعاونا “في القتال ضد الارهاب والاتجار بالمخدرات، وافغانستان والعراق وكذلك سوريا”.
وتاتي زيارة اشتون تتويجا للتقارب بين ايران والدول الغربية بعد انتخاب المعتدل حسن روحاني رئيسا وتوقيع الاتفاق المرحلي في شان البرنامج النووي لطهران في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت في جنيف.
ففي التاريخ المذكور توصلت ايران مع الدول العظمى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) الى خطة عمل لستة اشهر مطبقة منذ 20 كانون الثاني/يناير تنص على تجميد بعض الانشطة النووية الحساسة لقاء رفع جزء من العقوبات التي تخنق اقتصاد الجمهورية الاسلامية.
وكانت العلاقات مع الاتحاد الاوروبي تدهورت الى حد كبير بعد فرض العقوبات الاقتصادية على ايران في 2012 بغية الضغط على طهران بشان الملف النووي.
وصرح دبلوماسي اوروبي في طهران لوكالة فرانس برس ان اشتون “تأتي لكسر الفتور في العلاقات مع ايران”، مضيفا “لكنها ايضا بادرة حسن نية من قبل الاتحاد الاوروبي”.
واثارت زيارة اشتون انتقادات اسرائيلية وقال وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز للاذاعة العامة الاحد “توقعت ان تقوم كاثرين اشتون بالغاء او على الاقل تأجيل زيارتها لطهران”.
واضاف الوزير المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان “النظام الايراني ارتكب عملا خطيرا للغاية بنقل صواريخ كبيرة كانت موجهة للمنظمات الارهابية ما يشكل خرقا لقرارات الامم المتحدة حول حظر الاسلحة الموجهة الى ايران او الاتية منها”، في اشارة الى السفينة التي اعترضتها البحرية الاسرائيلية قبل ايام في البحر الاحمر وقالت الدولة العبرية انها كانت محملة “اسلحة ايرانية” متجهة الى قطاع غزة.
ونفت ايران بشكل قاطع الاتهامات الاسرائيلية. واعتبر شتاينتز ان “الذهاب في ظل هذا الوضع الى ايران كأن شيئا لم يكن هو امر يجب تجنبه”.
وفي الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية تحدث نتانياهو الاحد عن زيارة اشتون وقال “اود ان اسالها ما اذا كانت ستسال مضيفيها الايرانيين حول تزويد المنظمات الارهابية بالاسلحة واذا لم تقم بذلك اريد ان اسالها لماذا”.
وقد تعاقب عدد من وزراء خارجية دول اوروبية على زيارة ايران في الاشهر الماضية على اثر توقيع الاتفاق النووي في جنيف ومبادرات الانفتاح التي قام بها روحاني الذي اكد رغبته في استئناف “علاقات بناءة” مع الغرب وحل الازمة النووية.
وعبرت كاثرين اشتون عن “اعتزازها” بلقاء “ناشطات مدافعات عن حقوق النساء” مساء السبت في طهران لمناسبة اليوم العالمي للمراة. وتأتي هذه الزيارة ايضا قبل اجتماع سياسي بين المسؤولين الايرانيين ومجموعة 5+1 في 17 اذار/مارس في فيينا.
ولا تزال مسائل حساسة عدة عالقة وخصوصا حجم برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم وموقع التخصيب في فوردو ومفاعل المياه الثقيلة في اراك.
ويطالب الاوروبيون باغلاق هذين الموقعين لكن طهران ترفض رفضا قاطعا هذا الامر مؤكدة استعدادها لاتخاذ تدابير من اجل ضمان عدم حصول اي انحراف في برنامجها النووي نحو هدف عسكري. ويشتبه الغربيون واسرائيل بان ايران تسعى الى اقتناء السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني، رغم نفي طهران المتكرر لهذا الامر.