كييف, 12 مارس, وكالات –
اعلن الرئيس الاوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف اليوم الثلاثاء في كييف ان اوكرانيا ترفض اتباع السيناريو الذي كتبه الكرملين لالحاق القرم بروسيا غير انها لن تتدخل عسكريا في شبه الجزيرة الانفصالية. وانتقد تورتشينوف في المقابلة التي جرت معه في البرلمان بعدما ترأس اجتماعا لمجلس الامن القومي والدفاع، الاستفتاء الذي تعتزم السلطات الانفصالية في القرم تنظيمه الاحد حول الالتحاق بروسيا ووصفه بانه مهزلة تقررت في مكاتب الكرملين.
وقال تورتشينوف وهو ايضا قائد القوات المسلحة الاوكرانية “لا يمكننا شن عملية عسكرية في القرم، لاننه سنعرض الحدود الشرقية (القريبة من روسيا) للخطر ولن تكون اوكرانيا محمية” مؤكدا ان “العسكريين الروس يراهنون على ذلك”.
وتابع “تم حشد وحدات ضخمة من المدرعات على حدود اوكرانيا الشرقية”. واضاف “انهم يقومون باستفزازنا حتى تكون لهم ذريعة للتدخل على اراضي اوكرانيا … لا يمكننا اتباع السيناريو الذي وضعه الكرملين”.
وفي اجواء التوتر الشديد المخيمة جرت عدة تظاهرات انفصالية الاسبوع الماضي في دونيتسك ولوغانسك، المدينتين الشرقيتين الناطقتين بالروسية، وهاجم المتظاهرون بشكل موقت الادارات المحلية ورفعوا فوقها اعلاما روسية، وكانت تظاهرات مماثلة سبقت احتلال القرم.
وعين تورتشينوف رئيسا انتقاليا في نهاية شباط/فبراير بعد اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وفراره الى روسيا اثر ثلاثة اشهر من الاحتجاجات المعارضة لنظامه انتهت بمواجهات دامية في كييف اوقعت اكثر من مئة قتيل.
وشدد تورتشينوف ان اوكرانيا التي “ستباشر قريبا تعبئة جزئية لقوات الاحتياط” لن تبقى “مكتوفة الايدي ازاء استمرار العدوان” مشيرا الى ان الروس “قد يهاجمون وحداتنا العسكرية في القرم ويوسعون عدوانهم على ارضنا، الجيش سيرد”. وسئل عن الاستفتاء الذي ستنظمه شبه الجزيرة البالغ عدد سكانها مليوني نسمة والتي تحتلها القوات الروسية منذ نهاية شباط/فبراير فندد تورتشينوف ب”استفتاء لن يجري في القرم بل من مكاتب الكرملين”.
وقال الرئيس الذي سيغادر منصبه بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار/مايو “انها مهزلة، ان معظم سكان القرم سيقاطعون هذا الاستفزاز”.
وقال “ان العسكريين لا ينوون تنظيم الاستفتاء، سيكتفون بتدوين ارقام زائفة على محاضر” مكاتب الاقتراع. وذكر ان النيابة العامة وجهت تحذيرات الى ممثلي السلطة التنفيذية في القرم تدعوهم الى عدم المشاركة في الاستفتاء “غير الدستوري” تحت طائلة ملاحقتهم.
واسف تورتشينوف الذي لا يعترف الكرملين بشرعيته، لعدم قيام اتصالات مع المسؤولين في الحكومة الروسية وقال “للاسف ان روسيا تتخلى في الوقت الحاضر عن حل دبلوماسي للنزاع”.
وتابع “ان الروس يرفضون اي اتصال على مستوى وزارتي الخارجية والمسؤولين” مع ان الاسرة الدولية “تطلب من روسيا بدء مفاوضات سلام”.
وفي وقت يتوجه رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك الى الولايات المتحدة حيث يلتقي الاربعاء الرئيس باراك اوباما، قال تورتشينوف انه يعول على دعم الغربيين “لوقف العدوان الروسي”.
وقال ان روسيا “تتصرف كجهة معتدية بدل ان تفي بالتزاماتها” في اشارة الى “اتفاقية بودابست” التي تضم عدة بروتوكولات وقعت عام 1994 مع الولايات المتحدة وبريطانيا في اطار انضمام اوكرانيا الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، والتي تضمن وحدة وسلامة اراضي هذا البلد.
وقال “على الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ان يرغما روسيا على وقف العدوان العسكري والاستفزازات ضد اوكرانيا”. واضاف “ان اوكرانيا بحاجة الى مساعدة مهمة، ليس على الصعيد الاقتصادي فقط بل على الصعيد العسكري-الفني” بدون اضافة اي تفاصيل.
من جهة اخرى سعى تورتشينوف الى التهدئة في مسالة اللغة وهي مسالة حساسة تقسم البلاد وتذرعت بها روسيا للتدخل في اوكرانيا اذ اعلن الرئيس فلاديمير بوتين انه يريد “حماية الناطقين بالروسية”.
وقال تورتشينوف “ان التكهنات الروسية بشأن التمييز بحق الناطقين بالروسية هي مجرد هلوسات” مذكرا بانه تم تشكيل لجنة نيابية تضم ممثلين عن المناطق الناطقة بالروسية وتلك الناطق بالاوكرانية من اجل وضع تسوية.