أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (لين أبو شعر):
تختلف معايير الزواج الناجح اليوم عن تلك المعايير القديمة التي سار عليها أجدادنا، اذ لا بد من تسليط الضوء على التغيرات التي تطرأ على حياة كل من الرجل والمرأة تزامناً مع الانفتاح والتطور السريع الذي تختبره المجتمعات العربية.
وفي محاولة للاجابة على تساؤلات المتزوجين والمقبلين على الزواج اليكم هذا الحوار القيم مع الأخصائي والمعالج النفسي: ماريو عون “المركز الأمريكي العصبي والنفسي – دبي”
بداية، ما هي مقومات الزواج الناجح؟
الحب في المرتبة الأولى و التواصل العميق والمنفتح والواضح، اذ أن التواصل الخاطئ والضعيف من شأنه جرح الطرفين حتى و ان وجد الحب.
ما هو العمر المناسب للزواج لكل من الفتاة والشاب؟
لا يوجد جواب علمي واضح، اذ لكل أخصائي رأي مختلف، ولكن كمعدل طبيعي ومنطقي يمكننا القول أن أنسب عمر للزواج هو بين ال 25 – 30 سنة ويعتمد الأمر على الوعي والثقافة والعمر العقلي، ولكن الزواج بعمر مبكر غير محبذ اجمالاً
هل توحد الاهتمامات والهوايات بالنسبة للزوجين هو شرط أساسي لنجاح الزواج؟
الى حد ما، قد لا يتفق الزوجين في كل الهوايات، لا بأس بذلك ولكن بشرط وجود الاحترام والثقة، اذ يجب أن يحترم الزوج رغبات زوجته ويمنحها الثقة والحرية لممارسة هواياتها الخاصة والعكس صحيح، وفي معظم الأحيان لا بد من تواجد هوايات مشتركة لدى الزوجين يمارسونها من وقت لآخر.
هل فعلاً يتغير كل من الزوجين بعد الزواج؟ هل فترة الخطوبة هي مرحلة تمثيل؟
الحب يجب أن لا يتغير، واذا تغير بعد الزواج فهو نتيجة تراكمات لم يتم نقاشها أو حلها قبل الزواج، أو جرح قديم أثناء الخطوبة، على سبيل المثال: تكبر المرأة ودلعها أثناء الخطوبة، الخطيب منزعج ولكن ليس لديه حل الا الصبر ومسايرة خطيبته اذ لو فعل عكس ذلك يخسرها بكل بساطة، ولكن بشكل عام الحب لا يتغير ولا يموت بدون سبب، ولا يتغير الرجل بعد الزواج انما يكون قد أسيء فهمه أثناء الخطوبة بالاضافة الى محاولات المخطوبين اظهار أفضل ما لديهم ليس الا.
ما هي الأسباب الرئيسية للطلاق في أيامنا هذه؟
سوء التفاهم وخوف الزوجين من بعضهم وقلة الاحترام وانعدام الثقة.. قد يؤدي الحب العميق أيضاً الى سوء فهم الزوجين لبعض التصرفات، على سبيل المثال: رجل يحب زوجته جداً، متعلق بها ويخاف أن يخسرها لذا يمنعها من الخروج كثيراً، هي، تفهم التصرف على أنه عدائية وحب سيطرة ومحاولات تحطيم وهو في حقيقة الأمر حب جنوني وليس حب سيطرة، وبمجرد أن تستوعب المرأة أن هذا التصرف لا يقصد به الأذية ستتقبل الأمر وتفرح به.
ما الذي جعل من الطلاق أمراً سهلاً على عكس أيام أجدادنا، اذ طالما اعتبروا الطلاق أمراً مستحيلاً واذا حدث فهو نادر؟
المجتمع يميل اليوم نحو الاستقلالية، اذ نلاحظ أنه قديماً كان التركيز على نجاح العائلة ككل، فنجاح العائلة من نجاح الأم والأب، أما اليوم أصبح التركيز على الشخص نفسه، كل فرد يريد أن يثبت شخصيته وحياته
هل يمكن القول أن الأشخاص باتوا أكثر أنانية؟
الأنانية مطلوبة، اذا لم يستطع الانسان أن يحب نفسه لن يستطيع أن يحب غيره، ولكن الانفتاح والجرأة أدت الى تسهيل موضوع الطلاق.
ما هي أهمية الحوار بين الزوجين وما هو الصمت الزواجي؟
الحوار هو أساس كل علاقة ناجحة، وهو ركن هام لا يمكن أن تصمد العلاقة بدونه، حتى وان تواجد الحب فهو لا يكفي بدون حوار، أما الصمت الزواجي فهو جرح! يمكن أن يكون الرجل مجروح من المرأة ويفضل الصمت ريثما هي تفهم الموضوع بنفسها ويمكن أن يدوم هذا الصمت لأيام وسنين، ويمكن أن تؤدي المرأة أيضاً دور الصامتة، ويعتبر الصمت الزواجي أمراً خطيراً يؤدي في أغلب الأحيان الى الطلاق، والحوار هو الحل المثالي.
هل تدخل أهل الزوجين ضروري؟ وهل هو سلبي أو ايجابي؟
حسب وعي الاهل، ممكن أن يكون التدخل ايجابي في حال تقبل الأهل للشريك بشكل عام لضمان الحيادية ولكن عند رفض الأهل للطرف الآخر منذ البداية يكون التدخل سلبي وهنا يظهر بعض الانحياز
في مجتمعاتنا، عندما يبادر الزوج في اهداء زوجته من دون مناسبة، تخاف الزوجة وتشك في أنه يخونها، هل تعاني مجتمعاتنا من الجفاف العاطفي الى هذا الحد الذي يجعل الزوجة تتفاجأ من التصرفات الرومنسية؟
هو جفاف عاطفي مرتبط بقلة الثقة، وحتى لو أتى تصرفه من شعوره بتأنيب الضمير فهو شيء جيد ويدل على محبة الزوج لزوجته على الرغم من خيانته لها.
هل تأثر البيئة الأسرية التي نشأ فيها الزوجين على أسلوب حياتهم وفكرتهم عن الزواج؟
لها تأثير الى حد ما، ولكن لا يمكننا القول أن الرجل الذي يضرب زوجته هو شخص اعتاد رؤية مشاهد الضرب ويتقبلها، اذ لا يوجد شخص على وجه الكرة الأرضية يتقبل الضرب أو يجده أمراً عادياً، ولكن هناك رجال لا يعرفون حلاً للمشاكل الا الضرب كمخرج للمشكلة وهذا لا يعني رضاهم عن الأمر أو سرورهم عند ضرب المرأة ولكنه تصرف قبيح خارج عن سيطرتهم، وأكبر دليل هو الرجل الذي يبكي نادماً بعد ضرب زوجته وقد يكون يحبها حتى الجنون.
خيانة الرجل لزوجته هو أمر شائع جداً بل وللأسف مقبول عند المجتمعات العربية التي تشد على أيدي الرجال دوماً، اليوم باتت المرأة تخون وبكل ثقة وجرأة حالها كحال الرجل! ما السبب وكيف وصلنا الى هذا المرحلة ؟
السبب الرئيسي هو الانفتاح بشكل عام الذي أدى الى قلة التمييز بين الرجل والمرأة، فتغير دور المرأة في السنوات الأخيرة بعد أن كان دورها الأساسي هو تربية أطفالها وتدبير منزلها ورعاية زوجها، اليوم أصبحت امرأة عاملة لها شخصيتها وقدراتها القيمة وحقوقها التي باتت تعرفها جيداً ومن منطلق المساواة تجد في الخيانة تعادل.
هل هي رسالة واضحة من المرأة، اذا خانني زوجي فمن حقي أن أخونه، ويجب على المجتمع تقبل الموضوع؟
لا استطيع الحكم على المرأة التي تخون كما لا أحكم على الرجل، ولكن بجميع الأحوال لا أدينها قبل أن أفهم وضعها والأسباب التي أدت الى الخيانة.
حالات العنف الجسدي ضد المرأة هل هو في ازدياد أو نقصان؟
هو في نقصان ولكن للأسف موجود بكثرة وحتى في الدول المتحضرة، اذ أن تعنيف المرأة غير ناجم عن الجهل أو المرض النفسي، هو فقط ناجم عن جرح قديم
هل تؤيد فكرة وجود مراكز توعية للمقبلين على الزواج، تسلط الضوء على المسؤولية المقبل عليها كلاً من الشاب والفتاة ؟
بالطبع، فمن الضروري جداً تأهيل الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، والتعمق بالموضوع من كل النواحي.
أخيراً، نصيحتك للمقبلين على الزواج؟
التواصل بشكل جيد وعدم الخجل والتحدث عن المخاوف والمطالب بكل وضوح وعدم تأجيل أي نقاش، واذا احتاج الأمر يجب أن لا يترددوا في استشارة أخصائي