أخبار الآن | كييف – أوكرانيا – 21 يونيو 2014 – ( وكالات ) –
وقد انتقدت اوكرانيا هجوما انفصاليا استهدف حرس الحدود في منطقة دونيتسك، احد معاقل المتمردين. وقرب سلافيانسك، المعقل الاخر للمتمردين، ما زال سكان احدى القرى يسمعون اصداء اطلاق النار بين المتمردين والقوات الحكومية.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت ليلا ايفانوفنا في قرية اندريفكا القريبة من سلافيانسك “بدأ القصف مساء امس، ثم ابتداء من الساعة الرابعة هذا الصباح، وهو مستمر الان. ليس هناك وقف لاطلاق النار”. وبينما كانت تتكلم، اطلقت المدفعية الاوكرانية المنصوبة على تلة تشرف على القرية بضع قذائف على سلافيانسك.
وامر الرئيس الجديد بترو بوروشنكو الجمعة قواته بالتزام وقف لاطلاق النار يستمر اسبوعا، معربا عن امله في ان تتيح هذه المهلة للمتمردين تسليم اسلحتهم في اطار خطة سلام لانهاء تمرد انفصالي في شرق اوكرانيا اسفر عن 375 قتيلا على الاقل منذ نيسان/ابريل ويهدد وحدة البلاد.
لكن بعد ساعات على دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة 23,00 (19,00 ت غ)، اصيب ثلاثة جنود بجروح في هجوم بمدافع الهاون استهدف خلال الليل احد مواقعهم في منطقة دونيتسك، كما قال حرس الحدود الاوكراني.
ثم قال بيان لحرس الحدود انهم صدوا هجوما للانفصاليين الذي حاولوا استهداف مركزا للمراقبة باسلحة خفيفة.
وذكرت وزارة الدفاع الاوكرانية ان الانفصاليين “يحاولون تقويض الوضع في الشرق من دون ان يأخذوا في الاعتبار حياة المدنيين”.
وكانت الرئاسة الاوكرانية ذكرت مساء الجمعة ان وقف اطلاق النار من جانب واحد “ليس معناه اننا لن نرد في حال التعدي على قواتنا”.
وفي المقابل، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان بوتين امر بوضع القوات في وسط البلاد في “حالة تأهب قتالي” لاجراء مناورات لم تكن مقررة حتى 28 حزيران/يونيو. ويأتي هذا الاعلان فيما اكدت روسيا انها عززت قواتها على الحدود مع اوكرانيا.
واوضح رئيس اركان الجيوش الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف ان اكثر من 65 الف جندي واكثر من 180 طائرة مقاتلة و60 مروحية و5500 وحدة من المعدات العسكرية ستشارك في مناورات هذه القوات المنتشرة في الاورال وفي غرب سيبيريا، على بعد 400 كلم عن اوكرانيا.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور السعودية السبت ان بلاده قلقه ازاء “تصعيد” القوات الاوكرانية عملياتها العسكرية رغم اعلان كييف لخطة سلام ووقف اطلاق النار من جانب واحد.
وصرح لافروف ان “تصعيد عملية مكافحة الارهاب المفترضة (من قبل اوكرانيا) بشكل متواز مع عرض عملية سلام امر يثير القلق”.
وقد وقع الهجوم الانفصالي غداة اتهامات وجهتها روسيا حول اطلاق قذائف هاون من الاراضي الاوكرانية على مركز حدودي روسي، اسفر عن اصابة عنصر واحد. وطلبت موسكو “تفسيرا واعتذارا” لكن وزارة الدفاع الاوكرانية نفت استخدام المدفعية او الهاون في هذه المنطقة الحدودية.
من جهة اخرى، رفضت روسيا والانفصاليون الجمعة وقف اطلاق النار الموقت.
وقال الجهاز الاعلامي للكرملين “يثبت التحليل الاولى ويا للاسف ان وقف اطلاق النار ليس دعوة الى السلام والمفاوضات، لكنه انذار موجه الى المتمردين في جنوب شرق اوكرانيا لحملهم على تسليم سلحتهم”.
من جانبه، اكد مسؤول في جمهورية لوغانسك الانفصالية المعلنة من جانب واحد فاليريي بولوتو “لن يسلم احد السلاح طالما لم يحصل انسحاب تام للقوات (الاوكرانية) من اراضينا”.
ومن ابرز ردود الفعل، تهديد الرئيس الاميركي باراك اوبانا ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ب “تدابير جديدة ضد روسيا” اذا لم تتراجع حدة التوتر في اوكرانيا، كما ذكرت الرئاسة الفرنسية الجمعة.
وكانت الولايات المتحدة حذرت من انها لن تقبل لا بوجود ولا بتدخل قوات روسية في شرق اوكرانيا، فيما اعرب عدد كبير من المسؤولين الغربيين عن قلقهم من تعزيز القوات الروسية على الحدود.
وقد اعلن الرئيس الموالي للغرب بوروشنكو وقف اطلاق النار الذي سيطلق خطة سلام طموحة تتمحور حول نزع السلاح واقامة منطقة عازلة على طول الحدود الروسية-الاوكرانية.
وتنص الخطة على “انهاء الاحتلال غير الشرعي” لمباني الادارة الاقليمية في دونتسك ولوغانسك اللتين يسيطر عليها المتمردون واجراء انتخابات نيابية محلية واعداد برنامج لاستحداث فرص عمل في المنطقة.