أكد علماء، أن مساحة ثقب الأوزون فوق القطب الشمالي تقلصت بفضل الاجراءات التي اتخذت لحماية طبقة الأوزون، على عكس الثقب الآخر فوق القطب الجنوبي.
وجاء هذا الاستنتاج استنادا الى نتائج دراسات أجراها علماء من معهد ماساتشوسيتس التكنولوجي باستخدام المناطيد ومعلومات عن مستوى الأوزون في القطبين حصلوا عليها من الأقمار الاصطناعية. ولا تزال طبقة الأوزون في القطب الشمالي ضعيفة، أما فوق القطب الجنوبي فوصفت بـ"السيئة". وقال العلماء إن درجات الحرارة المنخفضة تخلق ظروفا ملائمة لتدمير طبقة الأوزون، ومع ذلك لم يؤثر الشتاء البارد جدا والشاذ عام 2011 على طبقة الأوزون بالقطب الشمالي. إضافة لذلك تم تسجيل انخفاض مستوى حمض الأوزون في طبقة الستراتوسفير في القطب الشمالي.
ويعتقد العلماء، أن العمل بموجب بروتوكول مونتريال، أوقف تدمير طبقة الأوزون في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهذا يعكس نموذجا جيدا للتعاون بين السياسة والعلم. تجدر الاشارة الى أن بروتوكول مونتريال، بشأن حماية طبقة الأوزون، كان قد وقع عام 1987، وهو الوثيقة الوحيدة التي صادقت عليها كافة الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.
ويقول مارکوس ريکس، وهو فيزيائي بمعهد "ألفريد فيجنر" الألماني للأبحاث القطبية والبحرية:"لقد توقفت موجة الإرتفاع في مستوى الأشعة فوق البنفسجية، انه حقا أمر تستحق السياسية البيئية الاشادة به من جانبنا".
ويشير ريکس إلى أنه عند النظر إلى سماء أوروبا، يتبين أن هذا المنعطف الجديد في مستوى الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض قد تم بلوغه منذ خمسة أعوام.
ويقول:"بالنسبة لطبقة الأوزون ، بدأنا نلاحظ نزعة إيجابية منذ فترة طويلة، فقد بدأت (الطبقة) تزداد کثافة منذ نهاية القرن (الماضي) وبداية القرن (الحالي) تقريبا" وأن کثافة الأشعة فوق البنفسجية لا تقل مع قلة تلوث الهواء، بل تستمر في الزيادة.
ويوضح ريکس قائلا: "أما الآن فان حرکة التعافي التي تشهدها طبقة الأوزون بدأت في الظهور".
وأضاف:"ذلك له علاقة بنقاء الهواء، فقد قطعنا شوطا کبيرا بشأن غاز ثاني أکسيد الکبريت، ذلك أن هذا الغاز السام، المسؤول أيضا عن الأمطار الحمضية، يطلق في الهواء بکميات أصغر بکثير منها قبل عقدين مضيا".
ويوضح ريکس أن ثاني أکسيد الکبريت يؤدى إلى تکوين قطرات صغيرة في الغلاف الجوي تعکس ضوء الشمس، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية.
ويقول:"هذا التأثير يعني وصول المزيد من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض نتيجة لإنخفاض معدل تلوث الهواء"،
ورغم النجاح الذي حققه برتوکول"مونتريال" بشأن المواد التي تستنفد طبقة الأوزون، لا سيما مرکبات الکلوروفلوروکربون.
ويوصي ريکس بالاستمرار في إستخدام المرطبات الواقية من أشعة الشمس، خاصة في فصل الربيع.
ويقول العالم الفيزيائي:"لا يزال يتعين علينا حماية بشرتنا، حتى الآن يمکننا توقع مستويات عالية للغاية من الأشعة فوق البنفسجية في الربيع ،نظرا للطريقة التي يتغير بها حال طبقة الأوزون فوق القطبين. فمازالت (الطبقة) تقل في کثافتها".
وأضاف:"يتجه الهواء في القطب الشمالي ذهابا وإيابا – وتحديدا فوق وسط أوروبا في أواخر الشتاء وأوائل الربيع – ولذلك أمکن ملاحظة تآکل طبقة الأوزون بالقطب الشمالي فوقنا في وسط أوروبا في وقت سابق من العام الجاري".
ويشير ريکس إلى أن ثقب طبقة الأوزون فوق القطبين يمکن أن يساهم في طول عمر مرکبات الکلوروفلوروکربون، والتي ستظل نشطة لعقود من الزمن وصحيح أن مرکبات الکلوروفلوروکربون تتسبب في انخفاض معدل نتاج الأوزون لکن وطأتها تزداد عندما تجتمع مع البرد القارس ودرجات الحرارة المنخفضة للغاية على هذا النحو ليست موجودة سوى في المناطق القطبية.
ويقول ريکس:" إن حقيقة أنه کان هناك ثقب خطير في الأوزون فوق القطب الشمالي مطلع عام 2011 ترجع إلى التغير المناخي، فبينما تزداد طبقات الجو المنخفضة دفئا ، تزداد الطبقات العليا – الستراتوسفير – برودة".