يقرر الاسكتلنديون نهار الخميس في استفتاء حاسم بقاءهم في المملكة المتحدة أو الاستقلال عنها وذلك بعد 307 اعوام من الاتحاد. كيف يقيّم المسلمون الذين يعيشون في اسكتلندا هده المرحلة؟ الاجابة في تقرير جنان موسى من العاصمة الاسكتلندية ادنبره.
بالقرب من المسجد، يقع مطعم بيروت، حيث العلم اللبناني يعانق العلم الاسكتلندي، انضم الى اربعة طلاب عرب يعيشون ويدرسون في ادنبره. سألتهم عن الاستفتاء القادم. هل يفضلون استقلال اسكتلندا ام بقاءها ضمن بريطانيا العظمى؟
الطالب السعودي فواز الشهراني قال إن الجالية العربية غالباً ما يؤيدون البقاء ضمن المملكة المتحدة لأن دراستهم وعملهم مرتبط ما بين المنطقتين.
الطالب الأردني محمد الخطيب يرى في استقلال اسكتلندا مؤشرات ايجابية، مضيفا انه في حالة الهجرة ستحتاج اسكتلندا الجديدة خبرات وكفاءات من خارجها مما يخلق فرص عمل.
محمد ثابت، من ليبيا. لا يحق له التصويت على الاستفتاء لكنه معجب بالطريقة السلمية التي يتناقش بها الاسكتلنديون حول الموضوع على الرغم من اختلاف ارائهم.
ان استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة لن يؤثر فقط على الاتحاد البريطاني ولكنه سيعطي دفعا جديدا للعديد من العرقيات والاحزاب المطالبة بالانفصال حول العالم… مثال الحركة الانفصالية في كتالونيا اسبانيا، وتلك التي في اوكرانيا الشرقية والتحالف الفلمنكي الانفصالي في بلجيكا. اما في الشرق الاوسط فلا شك ان الشعب الكردي يراقب التجربة الاسكتلندية عن كثب.
بالقرب من مطعم بيروت، وجدث مطعما كرديا اسمه نوروز. صاحبه لا يدعم الاستقلال الاسكتلندي مطلقا. يصر على ان وضع استكتلندا يختلف كثيرا عن وضع الاكراد وان اي انفصال عن المملكة المتحدة يمكن ان يدفع بالبلد الى المجهول. وقالي لي نوروز أنه "عندما أفكر في مستقبل اولادي في المئة عام القادم، اعلم اننا يجب ان نبق سويا. كنا معا خلال ال 300 سنة الماضية واختفت كل التوترات بين اسكتلندا وانكلترا. نريد ان نبق كما نحن. لا نريد ان نخلق حالة من الذعر".
يبدو ان حالة الانقسام بين الاسكتلدنيين حول الاستقلال انعكست ايضا على الجالية المسلمة في البلاد. احدث الاستطلاعات ترجح بقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة لكن النتيجة متقاربة جدا ويمكن ان تتغير طبعا في اي لحظة.
محاولات بريطانية لاقناع الاسكتلنديين باهمية الاتحاد
قالت موفدة اخبار الآن إلى اسكتلندا جنان موسى أن استطلاعات الرأي في البلاد تظهر تقارباً كبيراً بين المعسكر الداعي للاستقلال عن المملكة المتحدة والآخر المطالب بالحفاظ على الوحدة.
ومن المنتظر أن يحاول كاميرون زعيم حزب المحافظين في إنجلترا، استمالة مشاعر الاسكتلنديين بتشبيه المملكة المتحدة التي تضم إنجلترا وويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية كأسرة واحدة.
يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، بزيارته الأخيرة لإسكتلندا قبل أربعة أيام من موعد الاستفتاء التاريخي المقرر على استقلال الإقليم، ليحذر الإسكتلنديين من أنهم إذا اختاروا الانفصال عن المملكة المتحدة فسيكون ذلك بلا رجعة.
وطبقاً لمقتطفات وزعها مكتب رئيس الوزراء البريطاني على وسائل الاعلام، سيقول كاميرون في كلمته: "لا رجعة عن هذا. لا يوجد عرض ثان إذا صوتت اسكتلندا بـ"نعم" على الإنفصال.
ومن المرجح أن يكرر كاميرون الرسالة الرافضة للاستقلال "نحن معاً أفضل"، وإن اسكتلندا داخل المملكة المتحدة تستفيد من مزايا الانتماء إلى كيان أكبر وأكثر نفوذاً، وفي الوقت نفسه تتمتع بوضع متنام للحكم الذاتي.
ومن المتوقع أن يلقي كاميرون كلمته في وقت لاحق من اليوم بعد أن أضاف ديفيد بيكام، نجم كرة القدم المعتزل، اسمه على التماس وقعه مشاهير إنجلترا لحث الاسكوتلنديين على البقاء في المملكة المتحدة.
وتنظم حملة المشاهير "فلنبق معاً" حدثاً عاماً مساء اليوم في ميدان الطرف الأغر في لندن، لمناشدة الإسكتلنديين التصويت بـ"لا" في الاستفتاء على الانفصال.
وأمس (الأحد) تدفق الآلاف من المؤيدين للاستقلال على شوارع مدينة غلاسكو، أكبر مدن إسكتلندا، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن المعسكرين المؤيد والمعارض للاستقلال يسيران كتفاً بكتف.