أخبار الآن | أبوظبي – الامارات العربية المتحدة – (ديما نجم)
النمو السكاني وتغيّر المناخ بصورة متزايدة يؤديان إلى إحداث تغييرات في مدى توافر المياه، وكذلك الحال بالنسبة لاستخداماتها، على المستوى العالمي، إذ أخذَت مصادر المياه العذبة في التقلص.
مؤتمر "تغير المناخ ومستقبل المياه" الذي استضافه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على مدار يومين في أبوظبي، تناول إحدى أخطر القضايا التي تواجـِه المنطقة والعالم، ففي مواجهة النمو السكاني العالمي، يشهد الطلب على المياه العذبة للزراعة، والصالحة للاستهلاك البشري نمواً في الوقت نفسه الذي تنخفض فيه جودة المياه.. التفاصيل في تقرير الزميلة ديما نجم.
تحمل التغيّرات الحادة في الطقس، وارتفاع مستوى سطح البحر، مخاطر جمّة، أبرزها زيادة وتيرة الفيضانات في بعض الأقاليم الجغرافية، والجفاف في أقاليم أخرى.
يعتبر خبراء في شؤون المياه والبيئة والزراعة، ان الطلب العالمي على المياه سيرتفع من 4500 مليار متر مكعب في الوقت الحاضر الى 6900 مليار متر مكعب في العام 2030 .
وتوقعوا ان يعيش ثلث السكان الذين يتجمعون في البلدان النامية في احواض يتجاوز العجز فيها 50%"، موضحين ان تلبية جزء من هذا الطلب عبر مواصلة التحسينات التقليدية في انتاجية المياه واستغلال موارد جديدة، لن يكون كافيا وسيبقى بعيدا عن تلبية الحاجات.
يحذر خبراء البيئة والمناخ من ندرة المياه في بعض المناطق مثل الأقاليم القاحلة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا والأقاليم الداخلية في آسيا وأستراليا، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن المناطق التي لا تمتلك القدرة على تخزين المياه خلال الفترات المطيرة للاستخدام في مواسم الجفاف، ستكون الأكثر تعرضاً لندرة المياه.
كما يتوقعون تردي نوعية المياه عالمياً، متأثرة بارتفاع درجات حرارة الارض، والتغييرات في الظروف المناخية غير العادية، التي تشمل الفيضانات والجفاف وغيرهما، ولأن الزراعة تستهلك أكثر من 75 في المئة من موارد المياه العذبة، لم يستبعد الخبراء أن تؤدي ندرة المياه إلى تغيير نمط الزراعة، بحيث تعمد أعداد متزايدة من المزارعين إلى التخطيط مسبقاً لمحاصيلهم، ما يتطلّب توسع معارفهم عن الفصول المطيرة والفصول الجافة.