شهدت مدينتا طهران وآصفهان الإيرانيتان اليوم تظاهراتٍ حاشدة ضد توسعِ عملياتِ رش أحماضٍ حارقة على الفتياتِ بذريعةِ عدمِ ارتداءِ وسقوطِ وفيات بينهن حيث حملت النظامَ المسؤوليةَ عن هذه الجرائم فيما دعت زعيمةُ المعارضة الإيرانية رجوي إلى إحالة ملفِ الانتهاك السافر والممنهج لحقوق الإنسان في إيران الى مجلسِ الأمن الدولي.
وأكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اليوم تزايد اعداد ضحايا جريمة رش ِالاحماض من جانب عناصر موجهة من قبل ِالسلطات وتوسعِها إلى مدن آصفهان وكرمانشاه وطهران حيث بلغَ عددُهن حوالى الثلاثين أمراة.
وقد ردد المتظاهرون هتافات ادانة واستنكار مثل "أيتها الاخت الضحية تبقين في قلوبنا خالدة".. و"يا اسوأ من داعش ترش الحامض على وجوهنا".. و"عارنا، عارنا هو برلماننا".. و"الموت لمن يرش الحامض. الموت له".. و "لا حجاب بالاكراه". ومن الشعارات الاخرى للمتظاهرين " مع الحجاب أو دون الحجاب، لا نريد من يرش الحامض".. و"اين حق المرأة من الأمن؟ رش الحامض جريمة".. ويجب الغاء القوانين المعادية للمرأة"".. و"اخجل ايها المدعي العام واترك منصبك الآن".. و"يا قوات الأمن اين هي عيون اخواتي؟".
وقد حيت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي هؤلاء المتظاهرين "الذين خرجوا للاحتجاج على الجريمة اللا إنسانية لنظام الملالي ضد نساء وطننا".. وناشدت المواطنين قاطبة وخاصة النساء والشبان بالالتحاق بالحراك الوطني للدفاع عن المرأة الإيرانية.
وقالت في تصريح صحافي تسلمت نسخة منه "إيلاف" ان "نظام ولاية الفقيه المهترئ وهو محاصر بأزمات داخلية وخارجية يحاول يائسًا للحؤول دون انفجار الغضب الشعبي من خلال ارتكاب مثل هذه الجرائم المروعة وبث اجواء الرعب والفزع".
ودعت رجوي المجتمع الدولي لإدانة هذه الجريمة اللا إنسانية واتخاذ إجراء عاجل من خلال مجلس الأمن الدولي لإيقاف هذه الجرائم. وحذرت من أن صمت المجتمع الدولي حيال هذه الفظائع مهما كانت اسبابها فانه يعد تشجيعا وافساح المجال للنظام على الاستمرار بهذه الجرائم في إيران.
وأكدت رجوي أن النظام "العائد إلى عصور الظلام والمذعور من النقمة الشعبية خاصة من النساء والشباب يعمل على الحيلولة دون وقوع تفجر الغضب الشعبي بواسطة هذه الاعمال الوحشية وخلق اجواء من الخوف والرعب.. وطالبت جميع المواطنين خاصة الشباب الشجعان بتوسيع نطاق الاحتجاجات ضد هذه الهمجية التي تتم بذريعة مواجهة سوء التحجب والدفاع عن الضحايا".
وتكشف التصريحات المتناقضة لمسؤولي نظام الملالي مسؤولية السلطات عن هذه الجريمة فبينما امسك مواطنون اثر حادث مروري في شارع مهرداد في مدينة آصفهان عددا من هؤلاء الجناة وكانت بحوزتهم زجاجات الحامض ونقلوهم إلى مركز للشرطة فقد اعلن الملا محسني ايجه المتحدث باسم السلطة القضائية انه لم يعتقل أي شخص أو أشخاص لهم علاقة برش الحامض في مدينة آصفهان فيما كان قبل ذلك بساعات قد أعلن مرتضى ميرباقري من وزارة الداخلية اعتقال 3 أو 4 اشخاص في مدينة آصفهان في حين سبق وان قال الحرسي غلام رضا شهرياري احد قادة قوات الأمن الداخلي في مدينة آصفهان ان قوات الأمن حصلت على رؤوس خيوط ولكنه لم يعتقل احد بعد.
ويمنع النظام العوائل الضحايا والممرضين وكوادر المستشفيات من نشر أي خبر حول هذه الجرائم كما يحظر دخول الصحافيين إلى المستشفيات لمتابعة حالة ضحايا رش الحامض.وقد تعرضت 8 نساء ورجال في محطة حافلات في مدينة كرمانشاه للاعتداء برش الحامض وتم نقلهم إلى المستشفى وفي طهران أيضا وحسب شهود عيان فان اشخاصا قاموا بالاعتداء برش الحامض على النساء في حالتين.
وتشهد مدن إيرانية حاليا ظاهرة قيام رجال يركبون دراجات نارية برش الأحماض على نسوة وفتيات، بدعوى أنهن لا يرتدين حجابًا مناسبًا. وقد وجه ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي اتهامات للشرطة بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية للقبض على المتهمين.
ووجه الناشطون الإيرانيون اتهامًا لعناصر قوات التعبئة الشعبية "باسيج" ولآخرين في حزب أنصار حزب الله الإيراني، بالضلوع في هذه الهجمات. ووصف الناشطون هذه الجهات بأنها متطرفة، وسموها باسم "داعش إيران" تشبيهًا لها بتنظيم داعش المتشدد.
أما السلطات الإيرانية فأكدت من جهتها حصول 4 حالات هجوم بالأحماض على فتيات تعرضن للهجمات بالأحماض، بينما يقول الناشطون إنها أكثر من ذلك. اختلال عقلي يعتقد حسين عشتري، قائد شرطة أصفهان، أن الضالعين في هذه الهجمات يعانون اختلالا عقليا. وقال محمد تاغي رابار، خطيب الجمعة المتشدد في أصفهان، إن هذه الهجمات لا أساس لها في القانون، ولا تستمد شرعية من الدين.
وتحدثت رسائل تم تناقلها في الايام الاخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي عن العديد من الهجومات بالحامض استهدفت "نساء يقدن السيارة ولم يضعن الحجاب كما ينبغي" وطلب من السائقات "الاحجام عن ترك نافذتهن مفتوحة". وروت سيدة مقيمة في آصفهان قائلة "اقود والنوافذ مغلقة واصاب بالذعر كلما سمعت صوت دراجة نارية تقترب".