دعا مدير عام "مركز الاتصالات الحكومي" التابع للاستخبارات البريطانية روبرت هانيغن، دعا شركات الانترنت الامريكية الى التعاون الوثيق مع اجهزة الامن والاستخبارات لمواجهة تنامي التهديدات الارهابية عبر الشبكة العنكبوتية.
وقال هانيغن في تصريحات صحفية ان شركات التكنولوجيا الامريكية الكبرى أصبحت بمثابة شبكات مفضلة للقيادة والسيطرة لدى المتطرفين والمجرمين، مضيفا ان تلك الشركات تنكر سوء استخدام خدماتها عبر الويب، واكد ان المتطرفين في سوريا والعراق استغلوا الانترنت بشكل كبير جدا لأجل ترويج افكارهم وترهيب الناس.
واشار الى ان "التكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية زادت من فرص اخفاء الأنشطة الارهابية لاسيما بعد تسريبات العميل الامريكي ادوارد سنودن العام الماضي حول طبيعة عمل اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية".
واعترف هانيغن بأن "الحكومة البريطانية واجهزة استخباراتها تواجه تحديات كبيرة ومعقدة ولا يمكن التغلب عليها الا عن طريق زيادة التعاون مع شركات التكنولوجيا وخاصة الامريكية منها لكونها تسيطر على الانترنت".
ودعا الى "ضرورة ايجاد صيغ افضل تسمح لاجهزة الاستخبارات المختصة بتمشيط حركة المرور في الانترنت" محذرا من ان "مبدأ الخصوصية لم يكن أبدا حقا مطلقا".
ويعد هذا اول تصريحات لالن هانيغن منذ تعيينه في ابريل الماضي مديرا عاما ل(مركز الاتصالات الحكومي) خلفا لسير اين لوبان الذي سلم منصبه رسميا يوم امس بعد ست سنوات من العمل على رأس الجهاز الأمني وتحمله العام الماضي ضغوطات كبيرة بسبب تسريبات موظف وكالة الامن الامريكية ادوارد سنودن التي كشفت عن حجم عمليات التنصت غير المشروعة والتعاون التجسسي بين الولايات المتحدة وبريطانيا.
ولفت هانينغ إلى أن داعش لم يعرض عمليات قتله الأخيرة، لعاملي الإغاثة البريطانيين، ديفيد هينز وآلان هانينغ، ما يدل على ارتفاع معدل خبرة هؤلاء المتطرفين في مجال الدعاية الإلكترونية.
وأكد رئيس وكالة الاستخبارات: "بوضعهم رقابة على أنفسهم، يتمكن مقاتلو داعش من البقاء على الجانب الصحيح من قواعد مواقع التواصل الاجتماعي، مستفيدين من حرية التعبير الغربية".
وكانت قضية البحث في البيانات الخاصة للمواطنين ظهرت على السطح إبان الفضائح التي أعلنها الأمريكي إدوارد سنودن، عندما كشف عن برامج سرية أمريكية وبريطانية ضخمة، للبحث في بيانات المواطنين.
وأكد هانينغ على أن "جي سي اتش كي"و ووكالة ام اي 5، وخدمة الاستخبارات السرية، لا يمكنها معالجة تحديات مثل القتل والإرهاب دون الحصول على دعم أكبر من القطاع الخاص، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى الميهمنة على الإنترنت.
إلا أن مديرة "بيغ بروذر ووتش"، إيما كر، اعتبرت أنه "من الخطأ تماماً القول بأن شركات الإنترنت فشلت في المساعدة في التحقيقات"، مضيفة: "فلطالما فشلت الحكومة والمؤسسات الاستخباراتية في توفير أدلة توضح أن شركات الإنترنت تشكل عوائق لتحرياتها".
وتابعت "كما أن هذه الشركات لطالما وفرت تقاريراً ذات شفافية، حيث تقوم بمساعدة وكالة الاستخبارات عندما يتسنى لها ذلك، وهو الأمر الذي يحصل في معظم الحالات".
وشددت على أن "المناظرة بشأن هذه القضية ستجعل من بلادنا أقوى وأكثر وحدة، لكننا فشلنا في تحقيق هذا الأمر حتى اليوم، في المملكة لمتحدة"، مشيرة إلى أن "إذاعة الأكاذيب حول طبيعة العلاقة بين شركات الإنترنت ووكالات الاستخبارات لن تساعد، بطبيعة الحال، في هذا الأمر".