القليل من الناس على قناعة أن إيران والقوى الدولية الست التي تتفاوض معها سيكون بمقدورهم الوصول إلى اتفاق في 24 نوفمبر /تشرين ثاني، الموعد النهائي لحل أزمة طموحات إيران النووية.
لكن إذا ما نجحوا بذلك – ويجب التأكيد بشدة على "إذا"- فربما يكون قد انتزع فتيل أخطر أزمات الشرق الأوسط. لهذا فإن المفاوضات التي بدأت في فيينا، الثلاثاء، تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للجميع.
أهمية المفاوضات إذا ما أدت غرضها :
نظريا فإن اتفاق شامل يعني أن إيران لن تكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية الآن أو في المستقبل المنظور، حتى لو أرادت ذلك. وسيؤدي هذا الاتفاق إلى تنفس جيران إيران الصعداء. كما سينتهي التهديد الكبير باشعال حرب أخرى، والتي تخيم على المنطقة منذ 10 سنوات.
وربما تنضم طهران بفاعلية إلى جهود محاربة تنظيم داعش في العراق مثلما تفعل في سوريا، كما يمكن اقناعها بلعب دور بناء في إنهاء الحرب الدائرة في سوريا.
ويعني الاتفاق أيضا أن العديد من العقوبات التي أدت لعزلة إيران وأعاقت اقتصادها قد تنتهي، وهو ما يمثل أخبارا ممتازة للإيرانيين المحاصرين بعد أن فقدت أموالهم نصف قيمتها خلال الأعوام القليلة الماضية كما تراجعت أيضا عائدات البلاد من صادرات النفط.
وستخرج إيران من حالة التجميد التي تعانيها، فالبنوك في منطقة الخليج وكذلك في أوروبا والشرق الأقصى قد تتعامل مع البنوك الإيرانية، وتعيد افتتاح قنوات عادية للاقتصاد، وستفتح إيران أبوابها للأعمال مرة أخرى.
نقاط عالقة
لكن على الرغم من كل هذا، فإن غالبية المراقبين يعتقدون أن الاتفاق غير متوقع. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما "مازالت هناك فجوات كبيرة ولا نعرف كيف يمكننا إغلاقها." وهو نفس ما يردده الإيرانيون كثيرا.
وتسعى القوى الدولية الست إلى إغلاق كل السبل أمام إيران للحصول على القنبلة النووية، ما يعني أنها يجب أن تخفض من أنشطة تخصيب اليورانيوم.
ويجب أن تخفض عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزونها من اليورانيوم المخصب إلى المستوى الذي يضمن أنها ستحتاج ما بين ستة أشهر وعام للحصول على كمية كافية من اليورانيوم للحصول عل القنبلة النووية، إذا ما قررت عمل هذا.
ويحتاج نظام التفتيش الدولي تدعيم قوي، ويجب إعادة تصميم مفاعل المياه الثقيلة بالقرب من مدينة "أراك" المركزية الإيرانية لخفض قدراته على إنتاج البلوتونيوم، الطريق الأخرى للقنبلة النووية.
ووفقا لتصميمه الحالي فإن تشغيل هذا المفاعل لمدة عامين سيكون بإمكانه إنتاج كمية كافية من البلوتونيوم لانتاج قنبلتين نوويتين كل عام.
و وسط كل هذا لا تزال إيران تنفي وجود أي خطط لإنتاج أسلحة نووية. وقالت إنها لن تتراجع عن برنامجها، الانجاز العلمي الوطني لعلماء إيرانيين، وتصر على أنه لأغراض سلمية وإنتاج الوقود اللازم للمفاعلات النووية المخطط لها مستقبلا للأبحاث والأغراض الطبية.