أبدى المرشد ُالايراني علي خامنئي موافقةً غير مباشرة على تمديد ِالمفاوضات في فيينا سبعةَ أشهر إضافية لإنهاءِ الجمود بشأنِ البرنامج النووي الإيراني، منتقدا في الوقتِ ذاته القوى العالمية التي يرى الكثير من الايرانيين انها كانت تستطيعُ بذل المزيدِ من الجهد للوصولِ الى اتفاقٍ حول الملف النووي.
جاءت تصريحات خامنئي في تغريداتٍ على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وهي الاولى للمسؤولِ الذي له القول الفصل في كل شؤون الدولة، منذ اتفقت ايران والقوى العالمية الكبرى القوى الاثنين لتقرر قبل 1 مارس ما يجب القيام به.
ويبقى هذا التمديد على آمال أنصار روحاني في إنجاز اتفاق في نهاية المطاف يعزز سلطة روحاني (66 عاماً) وقد يقود إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية أوسع نطاقاً في البلاد.
وبعد أن هزم روحاني منافسيه المحافظين في الانتخابات الرئاسية العام الماضي فليس من المرجح أن يشعر المتشددون بالرضا عن أي نتيجة للمفاوضات مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وما زالوا يتشككون في التوصل إلى أي تسوية مع الغرب بعد أن وعد روحاني خلال حملته بإنهاء العقوبات من خلال حل النزاع النووي وإعادة اندماج إيران مع العالم الخارجي. لكنهم يطالبون بالتساوي بتفسيرات من روحاني بشأن السبب في فشل المحادثات التي ساعد في ترتيبها واستمرت لمدة عام في التوصل إلى حل وسط بحلول الإثنين وهو ثاني موعد يفشلون في الوفاء به.
وتخللت جلسة لأعضاء البرلمان أمس هتافات «الموت لأميركا» وهو شعار تجنب المتعاطفون مع روحاني استخدامه.
وقال عضو البرلمان والحليف المقرب للرئيس المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد، حامد رسائي: «مر عام بالفعل منذ أن جرب السيد روحاني مفتاحه السحري لتغيير الطبيعة الوحشية لأميركا. وبدلاً من أن تتغير انكسر مفتاح الثقة والتفاؤل في القفل».
وأضاف «ليس لدينا أي فكرة بشأن ما حدث في فيينا». وتساءل في قاعة البرلمان قائلاً «ما الذي تم الاتفاق عليه في فيينا؟».
وأبلغ روحاني التلفزيون الرسمي بأن المحادثات أحرزت تقدماً وهو ما أكده وزير الخارجية الأميركي جون كيري وبأنه على ثقة من التوصل إلى اتفاق ذات يوم.
لكن المحافظين حاولوا إظهار أن حكومة روحاني افتقرت للقوة الكافية في موقفها من النشاط النووي وهو اتهام سيلحق ضرراً إذا استغله خصومه وجعلوا الناس يصدقونه.
وقال نائب رئيس البرلمان، محمد حسن أبوترابي: «يبرز واقع المفاوضات خلال العام الماضي أن هناك حاجة للتحدث مع أميركا وحلفائها (الغربيين) من منطلق القوة … لغة القوة».
وأضاف «الدولة التي لها اليد العليا تستطيع الدفاع عن مصالحها في النظام العالمي الحالي (الذي يستخدم) لغة القوة».
وأعلن محمد رضا باهنر وهو عضو بالبرلمان مقرب من خامنئي دعمه لوزير الخارجية محمد جواد ظريف وفريق التفاوض الذي ترأسه. وقال في مؤتمر صحافي «خلال العام الماضي انكسر تأثير العقوبات وفشلت حملة (تخويف إيران). ولهذا فإنني أقول لفريق مفاوضينا :أحسنتم صنعاً».
على صعيد آخر، وافق مجلس الشورى الإيراني أمس (الأربعاء) على تعيين محمد فرهدي مرشح الرئيس حسن روحاني لمنصب وزير العلوم والتكنولوجيا بعد رفضه مرشحين آخرين اثنين في أقل من شهر لهذه الحقيبة الحساسة التي تشرف على الجامعات.
في سياق منفصل، رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم مساء أمس المزاعم القائلة بتدخل بلادها في الشئون الداخلية لدول المنطقة. وقالت المتحدثة إن سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه دول المنطقة مبنية علي حسن الجوار وعدم التدخل والاحترام المتبادل والتعاون وإن المزاعم الواهية بشأن التدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول لا أساس لها جملة وتفصيلا.