لم يدر في خلد المسلحين الذي أطلقوا النار على فتاة صغيرة عائدة من المدرسة، أن زيها المدرسي الملطخ بالدماء، سيعرض يوما أمام الملأ في أحد المتاحف الأروبية، ليكون شاهدا على طلقات الرصاص التي كانت ستودي بحياة فتاة، ليس لها ذنب سوى أنها طالبت بحق الفتاة الباكستانية في التعليم، كما أنها دعت للسلام والأمان..
الزي المدرسي لملالا يوسف يوسفزاي ، المكون من سترة زرقاء، حجاب وسروال أبيض، والذي تناثرت عليه بقع الدماء، يعرض للمرة الأولى للملأ، كما صار شاهدا على جرائم المتطرفين أمام أنظار العالم، حيث تم وضعه داخل صندوق زجاجي على الحائط في مركز نوبل للسلام في العاصمة النرويجية أوسلو.
في العاشر من أكتوبر الفارط ، منحت جائزة نوبل للسلام لهذه الفتاة الباكستانية مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي "لنضالهما ضد قمع الاطفال والمراهقين ومن أجل حق الاطفال في التعلم". وفي هذا الصدد شدد رئيس اللجنة النروجية لنوبل ثوربيورن ياغلاند أن "الأطفال يجب أن يذهبوا إلى المدرسة وألا يتم استغلالهم ماليا"، وهذه هي الرسالة السامية، التي حاولت ملالا البالغة من العمر 17 عاما نشرها عبر العالم من خلال مدونتها، التي بدأت تكتبها منذ سنة 2009.
محاولة اغتيال مالالا لم تكن محاولة اغتيال عادية، فهي لم تحارب ولم تدخل مناطق النزاع، لكن اغتيلت وهي عائدة من المدرسة في مدينة منغورة كبرى مدن وادي سوات شمال غرب باكستان، حيث تعرضت لمحاولة اغتيال كادت تنهي حياتها، وبعد العملية الاغتيالية كشف مسؤول في الشرطة المحلية أن مسلحين أوقفا مركبة تقل ملالة وسألوا عنها بالاسم وعندها قام أحدهما بإطلاق الرصاص عليها قبل أن يلوذا بالفرار.
الهجوم تسبب بإصابة ملالة بطلقة اخترقت جمجمتها دون الوصول إلى المخ لتستقر في كتفها، كما أسفر الهجوم عن إصابة طالبتين أخريين بجروح متوسطة. وبعد تلقيها للإسعافات الأولية تم نقل ملالة عبر مروحية خاصة إلى مستشفى بإدارة الجيش الباكستاني في مدينة بيشاور حيث خضعت لعملية جراحية ناجحة.