السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيف تمكن ارهابيون من عبور مدينة باريس المراقبة وبحوزتهم أسلحة؟ ، الشيء الذي تبادر الى ذهن مواطنين ومسؤولين فرنسيين، من ناحيته، عبر سيرج ديفريسي، وهو مدير الوكالة العقارية في بلدية باريس، عن حزنه وغضبه الشديدين بعد مقتل صحفيي "شارل إيبدو" وشرطيين.
وقال في حوار مع قناة فرانس 24 قرب مكان وقوع الحادث:" كان مقر الصحيفة محروسا من طرف الشرطة على مدار الساعة. لكن منذ شهر ونصف على الأقل، تم تخفيف الحراسة ورحلت سيارة الشرطة التي كانت متواجدة أمام المقر وأصبحت الشرطة تقوم فقط بدوريات تفقدية مِنْ حين إلى آخر، معربا عن أسفه إزاء قرار تخفيف الحراسة المفروضة على مقر الجريدة الساخرة. وتساءل:" كيف تمكن إرهابيون عبور باريس ومعهم أسلحة ثقيلة وقتل صحفيَيْن ثُمَّ الفرار دون أن تتمكن الشرطة من توقيفهم أو إلقاء القبض عليهم بالرغم من وجود خطة " فيجي بيرات الأمنية؟".
نفس التساؤل طرحه مواطن آخر يسكن قرب مكان وقوع الحادث، حيث قال إن فرنسا تدرك بأنها مستهدفة من طرف الإرهابيين بسبب مشاركتها في الحرب ضد تنظيم داعش، لكن رغم ذلك يبدو أنها لم تأخذ التهديدات على محمل الجد".
هذا، وانتشرت قوات الأمن بكثافة وسط العاصمة باريس، فيما أغلقت ساحة "باستيل" وكل الطرق المجاورة لها. فيما توافدت عشرات من سيارات الإسعاف لنقل الجرحى والقتلى إلى المستشفيات القريبة من مكان الحادث. فيما انتشرت عناصر من الشرطة على أسطح العمارات القريبة من مقر مجلة "شارلي إيبدو" وفي الشارع المتواجد فيه المقر.
" يوم أسود للصحافة الفرنسية"
كما منعت الصحافة التي غطت الحادث بقوة الاقتراب من مقر "شارلي إيبدو"، أو استجواب السكان الذين يتواجدون في نفس العمارة التي يتواجد فيها مقر الصحيفة الساخرة، وفور سماع الخبر، انتقل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند برفقة وزير الداخلية برنار كازنوف بسرعة إلى مكان الهجوم وبحضور رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتلون.
وفي حديث مقتضب مع الصحافة، أكد هولاند أن الهجوم هو إرهابي، معلنا عن رفع سقف خطة " فيجي بيرات" الأمنية، متوعدا بإلقاء القبض على المسلحين وبملاحقتهم قضائيا، داعيا الفرنسيين إلى الوحدة والتحلي بالمسؤولية وبرودة الدم.
من ناحيته، أعلن رئيس منظمة "مراسلون بلا حدود" أن اليوم الأربعاء هو يوم أسود بالنسبة للصحافة الفرنسية، فيما دعا الصحفي الفرنسي من أصل تونسي سيرج مواتي إلى التظاهر السلمي في شوارع باريس تنديدا بهذه الهجمات، موضحا أن غالبية المسلمين في فرنسا ضد مثل هذه الأفعال.