أخبار الان | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (نهاد جريري)

من الجو، بدا مطار سري نَغر كثكنة عسكرية. لم أستغرب ذلك بعد التعزيزات الأمنية التي رأيتها في مطار جمّو.

سري نَغَر هي العاصمة الصيفية لإقليم جمّو وكشمير. في الشتاء تنخفض درجات الحرارة هنا إلى مستويات تتعطل فيها الحياة، فتنتقل الحكومة إلى جمّو العاصمة الشتوية، وهكذا.

في المطار رافقني عنصران من الأمن. سألت عن السبب فقالا إن هذا إجراء متبع مع الأجانب. ما أن حضر مضيفي، الدكتور معراج نفدي، حتى دوّنا بياناته التعريفية ومحل إقامته ورقم سيارته.

شوارع سري نَغر العريضة التي تتشابك فيها الأشجار تشبه الشوارع في المدن الأوروبية القديمة. حتى طراز البناء هنا مختلف عمّا رأيته في جمّو.

تبلغ نسبة الفقر في سري نَغَر أربعة في المئة فقط. وهو رقم متدني جداً بالنسبة لبقية المدن والأقاليم الهندية.

أكثرية السكان هنا مسلمون يشكلون خمسة وتسعين في المئة. من بينهم نسبة من المسلمين الشيعة. رأيت رايات كثيرة كُتب عليها عبارات شيعية. سألتُ فقيل لي إن الشيعة كان يحييون ذكرى عاشوراء. وقيل لي إن المسلمين السنة لا يمانعون رفع هذه الرايات في أحيائهم.

من هذا الإقليم انطلق الإرهاب الذي قاده متشددون مثل لشكر طيبة وحزب المجاهدين بذريعة تخليص المسلمين من الحكم الهندوسي. واليوم، تعلن القاعدة توسعها في شبه القارة الهندية؛ وتروج داعش لتجنيد أبناء الهند في صفوفها.

لا يخفي سكان سري نَغَر امتعاضهم من الحكومة الهندية؛ لكنهم لا يؤيدون الجماعات الإرهابية. من الكشميرين من ينادي باستقلال كشمير تحديداً "لأنها بلد قائم في حد ذاته احتلته الهند." ومن هذا المنطلق يرفضون الانضمام إلى باكستان.

وفي كل الأحوال، يعتبر سكان سري نَغَر حتى الإنفصاليين منهم أن الإرهابيين لن يأتوهم بخير. فقد كان لهم تجربة في الماضي منذ سنة 1989. وهم يرون ما يحصل الآن في سوريا والعراق، ولا يرغبون في تكرار التجربة.