أخبار الآن | باريس – فرنسا – (أ ف ب)

لزم الفرنسيون ظهر الخميس دقيقة صمت تكريما لذكرى الضحايا الـ 12 الذين سقطوا في الاعتداء على مقر صحيفة شارلي ايبدو الاربعاء في باريس، وتوقفت حركة النقل العام في باريس خلال دقيقة الصمت التي لزمتها المدارس ايضا وتوقف الموظفون في العديد من الشركات والمكاتب عن العمل.

وقد اعلن الخميس "يوم حداد وطني" بمرسوم صدر عن الرئيس فرنسوا هولاند.
              
كما وقف نواب البرلمان الاوروبي صباح الخميس دقيقة صمت تكريما لضحايا الاعتداء على شارلي ايبدو على ان تنظم ظهر الخميس فعاليات اخرى في المؤسسات الاوروبية التي نكست اعلامها.

وعقد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اليوم الخميس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء في قصر الإليزيه لمناقشة الوضع.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن بعض المعلومات التي نشرت على الانترنت وفي وسائل الإعلام التقليدية قد تضر بالتحقيق ودعا المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية.

كما التقى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أولاند في الإليزيه لمناقشة هذه الأحداث         

واعلن كاتب في "شارلي ايبدو" الخميس ان الصحيفة الساخرة ستصدر الاسبوع المقبل كما هو مرتقب رغم الاعتداء.
              
وقال باتريك بيلو لوكالة فرانس برس ان صدور الصحيفة سيتم كما هو مرتقب الاربعاء المقبل قائلا "سنستمر بالعمل، كلنا موافقون على ذلك".
              
وكان رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل فالس صرح لاذاعة ار تي ال ان "الاولوية هي لتعقب وتوقيف الارهابيين الذين ارتكبوا هذا الاعتداء (…) وتمت تعبة الاف الشرطيين والدركيين والمحققين".
              
وشوهد المشتبه بهما وهما شريف وسعيد كواشي (32 و34 عاما) في الاعتداء على الصحيفة صباح الخميس في شمال فرنسا بينما كانا في سيارة كليو رمادية اللون ويحملان اسلحة حربية، حسبما افادت مصادر قريبة من التحقيق.
              
واعلن مصدر قريب من الملف ان المسؤول عن محطة وقود بالقرب من فيليه-كوتريه "تعرف رسميا على المشتبه بهما".
              
واكد مصدر اخر ان "المشتبه بهما ملثمان وكان بحوزتهما رشاشات كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ".
              
واوضح المصدر نفسه ان "اللوحة الرقمية غير مطابقة للسيارة". واضاف مصدر من الشرطة ان وحدات التدخل "تلقت الامر بالتزود ببنادق هجومية وتجهيزات وقائية".
              
وافادت السلطات عن توقيف سبعة اشخاص رهن التحقيق من اوساط المشتبه بهما. وكان مشتبه به ثالث في ال 18 سلم نفسه الى السلطات خلال الليل.
              
ومنذ مساء الاربعاء، تعرضت عدة مساجد لهجمات في فرنسا بحسب مصادر قضائية الخميس، اشتبه بعضها في عمل انتقامي بعد الاعتداء على الصحيفة الساخرة.
              
الا ان "اي رابط رسمي" ليس ممكنا "في هذه المرحلة" بين الهجمات والاعتداء على الصحيفة.
              
وقبيل الساعة 07,00 تغ وقع حادث سير بين عربتين واستدعيت شرطة وفرق البلدية الى المكان. وبعد ذلك بفترة وجيزة سمع اطلاق نار واصيبت شرطية تابعة للبلدية في عنقها  وتوفيت بعد ذلك بينما اصيب موظف البلدية بجروح خطيرة، بحسب العناصر الاولى للتحقيق.
              
وروى احمد ساسي (38 عاما) وهو من سكان الشارع كيف "انتشر الذعر في المكان". واوضح انه استيقظ على صوت "دويين" وروى انه راى من نافذة المطبخ "شرطيا واقفا في الشارع ورجل يرتدي ثيابا داكنة يطلق النار عليه من مسافة قريبة وهو يواصل الجري".
              
ودعا كازنوف الذي غادر على عجل اجتماع الازمة برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند للتوجه الى مكان اطلاق النار الى "ضبط النفس" و"الهدوء" لتسهيل "سير التحقيقات الجارية في افضل الظروف".
              
واوضح مصدر من الشرطة ان رجلا في ال52 اوقف بعيد اطلاق النار "لكن من الواضح انه ليس الشخص المطلوب. والمشتبه به لاذ بالفرار على متن سيارة كليو تم العثور عليها للتور في اركوي" بالقرب من باريس.
              
وفي مونروج، تم توسيع النطاق الامني المفروض في المكان وانتشرت فرقة بحث وتدخل تابعة للشرطة "وهي مجهزة بشكل مكثف"، و"التوتر واضح"، بحسب صحافيين لوكالة فرانس برس موجودين في المكان.
              
من جهة اخرى، دعا ممثلو مسلمي فرنسا "أئمة مساجد" البلاد الى "إدانة اعمال العنف والارهاب بأشد الحزم" اثناء خطبة الجمعة للرد على الاعتداء الدامي الذي استهدف الاربعاء مجلة شارلي ايبدو.
              
وبثت الشرطة خلال الليل صور الشقيقين كواشي وتمكن المحققون من الاستدلال اليهما بعد العثور على بطاقة هوية سعيد في سيارة تركها المهاجمون بعد الاعتداء.
              
وشككت شهادات الجيران وزملاء المدرسة الخميس بان حميد مراد (18 عاما) ينتمي الى الاوساط الاسلامية واكدوا انه "كان في المدرسة الثانوية طيلة فترة صباح" الاربعاء وان " لا علاقة له مع المتطرفين" الاسلاميين.
              
في المقابل، فان شريف كواشي جهادي معروف من اجهزة مكافحة الارهاب في فرنسا وكان حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في 2008 من بينها 18 شهرا مع وقف التنفيذ، لمشاركته مع مجموعة ترسل مقاتلين لتنظيم القاعدة في العراق.
              
واقر فالس الخميس ان الشقيقين "معروفان لدى" اجهزة مكافحة الارهاب ولهذا السبب كانا "ملاحقين بلا شك" من اجهزة الشرطة غير انه لا يوجد "مستوى صفر من المخاطر".
              
وقضى الاعتداء على هيئة تحرير الصحيفة الساخرة مع مقتل خمسة من ابرز رساميها وهم شارب وكابو وتينيو وولينسكي المعروفين في فرنسا.
              
واجمعت كل الصحف الصادرة في فرنسا واوروبا على ادانة "الوحشية" والحرب ضد الحرية" و"اغتيال الحرية" و"الابتزاز المقزز" على صفحاتها الاولى الخميس.
              
واثار الاعتداء على الصحيفة استنكارا شديدا في العالم وادى الى تنظيم تظاهرات في المانيا واسبانيا وبريطانيا خصوصا.

يأتي ذلك بينما لقيت شرطية كانت تعرضت لإطلاق نار صباح اليوم في الطرف الجنوبي لباريس حتفها، حسبما قال مسؤول في الشرطة الفرنسية
وكانت الشرطية تقف للتحقيق في حادث مروري فيما فتح مهاجم النار عليها ما أسفر عن إصابتها وعامل نظافة.

وقال مسؤول في الشرطة إنها توفيت لاحقا متأثرة بجراحها.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن المهاجم الذي قام بإطلاق النار اليوم الخميس لا يزال طليقا.

وحذر من القفز على النتائج بشأن الهجوم، الذي ليس له صلة بالهجوم على مجلة شارلي إيبدو الذي خلفين قتيلين من الشرطة ضمن القتلى الآخرين.