أصبحت العاصفة الجوية "هدى" الشاغل الوحيد لآلاف النازحين السوريين، الذين تركوا مناطقهم ومنازلهم جراء القصف والعمليات العسكرية خوفاً على حياتهم، فأصبحوا يواجهون الطبيعة التي تهدد حياة الآلاف منهم.
وبعد اقتراب العاصفة من الحدود الشمالية من سوريا، أصبح الخوف من الموت برداً، هو الأقرب لهذه العائلات التي نزحت الى مخيمات أقيمت داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود التركية، كي تكون مأوىً آمناً بعيداً عن القصف والمعارك.
وتقع بعض المخيمات في ريف ادلب، كما في بلدة "أطمة" الحدودية على تلال جبلية تحتضن مئات الخيام التي تحتوي على آلاف النازحين، وبعضها الآخر في ريف مدينة جسر الشغور بمحافظة ادلب تقع بين الوديان على ضفاف نهر العاصي، حيث بات الأهالي يخشون من ارتفاع منسوب المياه الذي يسبب غرقهم وعائلاتهم، كما يخافون انجراف التربة والصخر من الجبال أو اقتلاع العاصفة للأشجار الحرجية التي من المحتمل أن تقع على خيامهم وتقتل الكثير منهم.
وفي لقاء لـ"أخبار الآن" مع المسؤول عن أحد مخيمات ريف جسر الشغور، قال: "الوضع في المخيم منذ تأسيسه لا يصلح للسكن، أصبح سيئاً جداً لأن الخيام الموجودة هنا منذ أن وضعت وأنشأ هذا المخيم لا تتحمل فصل الشتاء الممطر، ولا حر الصيف، ولا ندري ماذا تخبئ لنا العاصفة، لكننا ندعوا الله أن تمر علينا بسلام دون وفاة أي شخص من النازحين في المخيم, لأن معظمهم فقدوا أشخاصاً من عوائلهم قبل نزوحهم وهذا السبب الذي جاء بهم إلى هنا".
أحد النازحين في مخيم أطمة الحدودي، يقول لـ"أخبار الآن": "نخاف على النساء والأطفال، نحن الرجال نستطيع تحمل البرد والصقيع أكثر من الأطفال وكبار السن والنساء، الذين لا يقوون على التحمل، أكثر ما يقلقنا هو الأطفال الرضع، نخشى أن ينال البرد والصقيع والأمطار من حياة أحد منهم".
ويعلق سكان المخيمات آمالهم على المنظمات والجمعيات الإغاثية والإنسانية، التي تقدم لهم المساعدات للحد من معاناتهم خلال أيام العاصفة.