أثار الهجوم على المجلة الفرنسية "شارلى أيبدو" والتى راح ضحيتها 12 فرنسيًا أغلبهم من رسامى الكاريكاتير، المخاوف من تنامى جماعات اليمين المتطرف فى أوروبا وظاهرة الإسلام فوبيا، وخصوصًا فى فرنسا، فيما دعا خبراء، الأمم المتحدة إلى إصدار قانون يمنع ازدراء الأديان السماوية.
رغم هرولة العديد من الهيئات والمؤسسات الإسلامية إلى إدانة الهجمات في باريس … إلا أن ذلك لم يبعدها عن دائرة الضوء.
فنبرة العنصرية ضد المسلمين في أوروبا لم يكد أن يذهب صداها هنا في المانيا … حيث أم نحو 18 الف شخص قبل ساعات من هجمات فرنسا مظاهرة ضد ما وصفوها بأسلمة الغرب … ليستغل العنصريون كأحزاب اليمين الأوروبي المتطرف الحادثة كمحاولة لصب الكراهية في المجتمع الفرنسي الذي اظهر وفق احصاءات اخيرة تقبله للمسلمين بنسبة اثنين وسبعين بالمئة.
وفي غمرة دفاعهم عن أنفسهم … لم تمل حناجر المسلمين من ترديد مقولة .. أفعالهم لا تمثل ديننا .. مستندين في الوقت نفسه إلى أن الارهاب نفسه استهدف ضحايا مسلمين والي مصادر التشريع الاسلامية الطافحة بمعاني التسماح والتعايش بين الشعوب.
يعود فجر الاسلام في أوروبا الى العام 670 بعد الميلاد. لكن لم يكن هناك انتشارا واسعا له، إلا بعد أن تم فتح الأندلس مما ساهم في انتشاره، ثم جاءت بعد ذلك الإمبراطورية العثمانية التي فتحت شبه جزيرة البلقان واعتنق عدد من سكانها الإسلام.
وفي السنوات الأخيرة، هاجر مسلمون خاصة من المغرب العربي وتركيا إلى أوروبا وهم من المهاجرين والسكان والعمال المؤقتين… كما ساهم ارتفاع عدد عمليات الانجاب في أوساط المسلمين الى نمو عددهم.
ليصل عدد المسلمين في أوروبا إلى نحو 53 مليون نسمة اي بنسبة 5.2%، وهو رقم يشمل كلا من روسيا والقسم الأوروبي لتركيا.
كما تتوقع دراسات متقاطعة بارتفاع نسبة المسلمين في أوروبا بنحو 8% مع بلوغ عام 2030.
وتشير دراسات حديثة عن أن نسبة وتأثير وحضور المسلمين في أوروبا الغربية، تتزايد يوما بعد يوم، بعكس أوروبا الشرقية، التي تظهر فيها تيارات التعصب والتشدد والعنصرية في مختلف مؤسسات المجتمعات، كونها كانت خلال العهد الاشتراكي السابق مجتمعات مغلقة وتحولت إلى مجتمعات محافظة قوميا يغلب عليها التشدد الديني.
واستنتجت الدراسة بأن أسوأ المجتمعات الأوروبية وأقلها قبولا للإسلام والمسلمين اليوم هي اليونان، تليها سلوفينيا، حيث إنها البلد الأوروبي الوحيد الذي لا توجد فيه مساجد رسمية للمسلمين.